متابعة محمد الشرادي - بروكسل-
تعالت كثير من الأصوات بعد إقصاء منتخبنا الوطني المغربي لكرة القدم من ثمن نهائي كأس افريقيا للأمم.. فمنهم طائفة تنادي بتغيير المدرب، ومنهم طائفة تطالب بإسقاط الجامعة، وآخرون يتهمون اللاعبين ويضعونهم في ميزان الاستحقاق والاستخفاف.
صحيح أن الصدمة كانت قوية بالنظر إلى سقف الانتظارات.. وصحيح أيضا أن آمالنا كانت تفوق بكثير ما شاهدناه على أرض الواقع.. ولكن الحقيقة أن كرة القدم لا تعترف بما هو مرتقب على الأوراق بقدر ما تعترف بنتيجة اللقاء فوق أرضية الميدان.
ما أود الإشارة إليه أيها الأحبة هو عدم السماح لعدد من المرضى باستغلال هذا الإقصاء لتحقيق أغراضهم الدنيئة.. فهناك من يستغله لتصفية حسابات ضيقة مع الجامعة والطاقم التقني.. وهناك خبثاء يتحينون لحظة التشفي في بلادنا خصوصا وأن منافسنا كان دولة تدعم الجمهورية الوهمية للمرتزقة.. وهو الحال مثلا لدى جيران السوء الذين ابتلانا بهم الله عز وجل حتى أنهم خرجوا في شوارعهم ليعبروا عن فرحتهم بإقصاء بلادنا!!.. نعم، إنها دولة حماقستان التي لا تصرف ميزانيتها على شعبها بقدر ما تصرفها على الإتاوات والرشاوي التي تريد بها ضرب المصالح المغربية. نظام حماقستان التي لو كرس جهوده وأمواله لخدمة بلده لكان وضعها أفضل بكثير من واقعه الذي يبعث على الشفقة في كل الميادين.. بل إنهم صاروا موضوعا للسخرية والتهكم بعدما بلغ بهم الجهل والحقد والغباء درجة لا يمكن تصورها.
إن إقصاء منتخبنا الوطني لا يجب أن يكون فرصة لهدم كل شيء جميل.. بل إنه مناسبة تستدعي جلوس كل الأطراف المتداخلة قصد تقييم الحصيلة ودراسة النقائص وتسطير برنامج عمل ناجع وفعال في سبيل خوض التحديات القادمة. لابد إذن من التريث والتصرف بحكمة ورزانة من أجل تصحيح الأخطاء وتجاوز السلبيات حتى لا نهدم صرحنا بأيدينا ونسمح لغيرنا بالتطفل على أمورنا.
لقد أسعدنا المنتخب المغربي كثيرا في كأس العالم.. ولقد أحزننا في كأس افريقيا.. فهكذا هي أمور كرة القدم التي تستمر في الدوران دون أن يكون لها وجه ثابت. فحذاري من اتخاذ القرارات في لحظة غضب وإحباط.
Arabe