Partager sur :

مشروع تهيئة ضفاف واد سوس ، ورش تنموي لتعزيز البنية الوقائية والسياحة البيئية

بعد استكمال الدراسات الهيدروليكية للحماية من الفيضانات لواد سوس استعراض مشروع التهيئة لضفاف هذا الوادي وفق منظور تنموي يثمن المجالات ويكمل بناء آفاق منظور جديد للسياحة البيئية والعلمية بعروض جديدة تقوي المؤهلات لأكادير الكبير : 
بعد سلسلة من الاجتماعات التقنية الموسعة لتسريع إخراج مشروع حماية وتأهيل ضفاف واد سوس إلى حيز الوجود
و في إطار تتبع المشاريع الهيكلية الكبرى ذات البعد الاستراتيجي، وفي سياق الجهود المتواصلة لتعزيز البنية التحتية الوقائية ومواجهة التحديات البيئية والطبيعية، ترأس السيد إسماعيل أبو الحقوق، عامل عمالة إنزكان أيت ملول، يوم الأربعاء 09 يوليوز 2025، اجتماعين تقنيين موسعين خصصا للمصادقة على مشروع حماية ضفاف واد سوس من الفيضانات، ومشروع إعادة تهيئة وتأهيل الفضاءات الطبيعية المحيطة به على مستوى الجماعات الترابية لإنزكان، أيت ملول والقليعة.

ويأتي هذان اللقاءان في إطار التتبع الميداني للمشاريع المهيكلة ذات الأولوية، التي تندرج في إطار برنامج التنمية الترابي بمقاربة استباقية تروم تعزيز البنية التحتية الوقائية، والارتقاء بجودة الفضاءات المجالية، وتحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة.
وقد انعقد الاجتماع بحضور السيد نائب رئيس مجلس عمالة إنزكان أيت ملول، والسادة رؤساء ونواب رؤساء الجماعات المعنية، إلى جانب السادة ممثلي المصالح الخارجية ذات الصلة، ويتعلق الأمر بوكالة الحوض المائي سوس ماسة، والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك، والوكالة الوطنية للمياه والغابات، إضافة إلى الأطر التقنية لجماعة أيت ملول، وممثل مكتب الدراسات NOVEC المكلف بإعداد الدراسات التقنية للمشروع ومكتب الهندسة المعمارية ARchi CONCEPT.


وفي مستهل كلمته، شدد السيد العامل على الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع البنيوي، الذي يهدف إلى تقوية الحماية من الأخطار المرتبطة بالكوارث الطبيعية، وضمان سلامة الأرواح والممتلكات، خاصة في سياق يشهد إنجاز مشاريع كبرى على مستوى اكادير الكبير ، من بينها مشروع المحطة الطرقية الجديدة للمسافرين، التي من المرتقب أن تُحدث تحوّلاً حضريًا نوعيًا بمدينتي إنزكان وأيت ملول. وأكد السيد العامل على ضرورة انخراط كافة الشركاء والمؤسسات المعنية في هذا الورش التنموي ، والعمل على إخراجه إلى حيز التنفيذ في أقرب الآجال، وفق منظور تشاركي متكامل.
وقد قدم ممثل مكتب الدراسات NOVEC عرضًا تقنيًا مفصلًا حول المراحل التي تم قطعها في إعداد الدراسة، مع تسليط الضوء على الخصائص الجيولوجية والهيدرولوجية للمنطقة، والتحديات المرتبطة بالتدخل الهندسي لضمان حماية ضفاف واد سوس، والحد من مخاطر الفيضانات. وقد تم اقتراح مجموعة من الحلول التقنية التي تراعي الجوانب البيئية والاجتماعية، وتستند إلى معايير السلامة والفعالية، بما يضمن حماية المجال الطبيعي ويعزز من مناعة المنطقة ضد الأخطار الطبيعية.
وفي أجواء من الجدية والانخراط المسؤول، تم فتح باب النقاش بين مختلف المتدخلين، حيث أدلى ثمن ممثلو المصالح التقنية مخرجات الدراسة، مبرزين بعض النقاط التي تستدعي اخذها بعين الاعتبار عند الإنجاز، خاصة تلك المتعلقة بتقاطع مجالات التدخل واختصاصات المؤسسات المختلفة.

وفي سياق متصل انطلقت اشغال الاجتماع الثاني خُصص لمناقشة التصور المعماري لمشروع تهيئة ضفاف واد سوس، بحضور السيدة المديرة الجهوية للإسكان والتعمير وسياسة المدينة، والسادة رؤساء ونواب رؤساء الجماعات المعنية، وممثل الوكالة الحضرية لأكادير الكبير، وممثل المفتشية الجهوية للتعمير، إلى جانب السادة رؤساء الأقسام والمصالح التقنية بعمالة إنزكان أيت ملول.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السيد العامل على أن إعادة الاعتبار لضفاف واد سوس يشكل امتدادًا طبيعيا للدينامية الحضرية التي تعرفها الجماعات الترابية التابعة للعمالة، مشيرًا إلى أن تهيئة هذا الفضاء الطبيعي يجب أن ترقى إلى مستوى تطلعات ساكنة االجهة من خلال إحداث مرافق ترفيهية وفضاءات عمومية حديثة، تُسهم في تحسين جودة الحياة، وتُضفي جاذبية عمرانية جديدة على محيط الوادي وتضمن تنويع العرض السياحي في اطار تكاملي مع مدينة اكادير والواجهة الخلفية ذات الغنى الطبيعي المتميز.
وقدّم المهندس المعماري التابع لمكتب الهندسة المعمارية عرضًا تقنيًا مقتضبًا، تطرق خلاله إلى مختلف مكونات المشروع الذي من المرتقب أن يمتد على طول يناهز 13 كيلومترًا موزعة على اقطاب ويتضمن مجموعة من الفضاءات الترفيهية المفتوحة، والساحات العمومية، والمسارات المخصصة للمشي والرياضة، ومرافق بيئية مستدامة، من شأنها أن تحوّل محيط واد سوس إلى متنفس طبيعي حقيقي وواجهة حضرية بمعايير عصرية تضمن للساكنة وزوارها من السياح وطنيين ودوليين اكتشاف مؤهلات خاصة واستثنائية ومنها محمية رامسار والمناطق الرطبة والمنتزه الوطني بغاباته الطبيعية وكثبانه الرملية .
وقد نال العرض إعجاب مختلف المتدخلين، الذين عبّروا عن ارتياحهم للتصور المعماري العام، معتبرين أن المشروع، ، سيساهم في تحويل ضفاف واد سوس إلى قطب جذب بيئي وثقافي واجتماعي، قادر على استقطاب الزوار والساكنة المحلية على حد سواء، وخبراء البحث العلمي والعاملين في مجالات استكشاف وتعزيز مقومات التنمية المستدامة.

وقد خلص الاجتماع إلى مجموعة من التوصيات العملية، أبرزها ضرورة التسريع في استكمال الدراسات التقنية والمعمارية، وضبط الجدولة الزمنية لتنزيل مختلف مكونات المشروع، مع تعزيز التنسيق بين مختلف الفاعلين المؤسساتيين لضمان الالتقائية والفعالية.وانتهى الاجتماع بإحداث لجنة تقنية مصغرة يعهد إليها بتتبع وتحيين المعطيات وتقديم تقرير دوري حول تقدم الدراسة .

وفي الختام، أكد السيد العامل أن المشاريع المهيكلة المدرجة في هذا الإطار تندرج في صلب الرؤية الاستراتيجية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى إرساء نموذج تنموي مجالي مندمج، قوامه العدالة المجالية والنجاعة البيئية والارتقاء بجودة الحياة، داعيًا كافة المتدخلين إلى التعبئة الجماعية والإرادة القوية لجعل واد سوس واجهة سياحية بامتياز ومتنفسًا بيئيًا يعكس مكانة عمالة إنزكان أيت ملول ضمن النسيج المجالي لأكادير الكبير.

Langue
Arabe
Région
Souss - Massa
Partager sur :