Partager sur :

جهة بني ملال خنيفرة وتعثر السياحة الجبلية رغم وفرة مؤهلات هدا النمط السياحي

ورد في العدد الجديد من المجلة الدولية للدراسات الاقتصادية موضوع السياحة الجبلية بجهة بني ملال خنيفرة، الذي ابرز أن "هذا القطاع لم يحظ بالعناية الكافية حتى يساهم في عجلة التنمية بهاته المنطقة"

المجلة التابعة للمركز الديمقراطي العربي بينت أن "المؤهلات السياحية الجبلية في هاته الجهة متعددة، خاصة على المستوى الطبيعي والتراثي الثقافي المتمثل في العادات والتقاليد المتوارثة، التي من الممكن أن تكون مرحلة مهمة في سلسلة التنمية، ما ينعكس إيجابا على الفرد".

وأورد المصدر ذاته أن “طغيان المقاربة القطاعية والتقنية جعل المناطق الجبلية في بني ملال خنيفرة لا تستفيد من مسلسل التنمية، في حين عرفت الجهة حدة في الاختلالات والتفاوتات، وهو ما يتمثل في ارتفاع معدلات الهجرة”.

الدراسة التي خطها يوسف سيف النصر، عن جامعة الحسن الأول بسطات، وشملت أقاليم بني ملال، وأزيلال، والفقيه بن صالح، ثم خريبكة وخنيفرة، أوضحت أن “فترة بعد الاستقلال ركزت فيها الدولة المغربية على التصدي لمجموعة من الإشكالات التنموية، ما جعل السياحة في مقدمة أهدافها، غير أن قطاع السياحة الجبلية لم يدخل في دائرة الاهتمامات إلا في الثمانينيات، حيث كانت مناطق الأطلس بداية التجربة”.

وتفيد المجلة سالفة الذكر في هذا الصدد بأن “إقليم أزيلال التابع للجهة موضوع الدراسة كان إلى جانب إقليم آخر هو ورزازات ضمن مشاريع مغربية بتعاون فرنسي لتنمية هاته المناطق من خلال إبراز مؤهلاتها السياحية، ومنذ ذلك الحين تزايد الاهتمام المحلي بهذا النمط السياحي، إذ يتم مؤخرا استغلال التراث للتنمية المحلية”.

وأبرزت الدراسة سالفة الذكر أن أهم المواقع ذات الأهمية البيولوجية والإيكولوجية بالجبال في جهة بني ملال خنيفرة هي: “تامكا، تزيركونت، أقا وأبزازا، شلالات أزود، إيمنيفري…”؛ فضلا عن انطلاق مشاريع أخرى مبتكرة على غرار “المنتزه الجيولوجي مكون”، الممتد وسط سلسلة جبال الأطلس الكبير وجزء من الأطلس المتوسط الجنوبي، الذي يضم آثارا جيولوجية للديناصورات.

"هذا المشروع المهم كان له أثر بليغ على استقدام السياح في الجهة، وإقرار تحولات مهمة في إقليم أزيلال من خلال توفير قاعدة اقتصادية للساكنة، غير أن الآثار التنموية كانت محتشمة، إذ تقتصر فقط على جماعات محدودة، ما نجم عنه استقطاب سياحي متفاوت، وتباين واضح في مستوى البنية التحتية والعناصر التنظيمية الأخرى"، يقول المصدر ذاته.

وكان الأمر مشابها وفق الدراسة في مشروع المنتزه الوطني لخنيفرة، “الذي يتميز بمناظر طبيعية خلابة، وثروة بيولوجية وثقافية هامة، فضلا عن بحيرات تحتوي على ثروات سمكية مهمة (كأكلمام أزكزا، أكلمام ويوان، أكلمام أبخان)، ما ساهم في إقرار أسس السياحة الإيكولوجية، والمساهمة في تثمين الموارد الطبيعية والحفاظ عليها، مع إعطاء البعد الاقتصادي والاجتماعي، الأخير الذي لم ينعكس بما فيه الكفاية على الساكنة المحلية”.

إلى هنا تخلص المجلة ذاتها إلى أن “الرؤية السياحية لسنة 2010 عرفت تهميشا لدور السياحة الجبلية بجهة بني ملال خنيفرة، حيث تم اعتماد مقاربة قطاعية ونهج مركزي عرف بالأساس التركيز على السياحة الشاطئية”.

 

Langue
Arabe
Région
Beni Mellal - Khenifra
Partager sur :