Partager sur :

فاجعة العطاوية .. عائلات ضحايا الهجرة يحدوهم أمل اللقاء

 من مدينة العطاوية وبعد مرور عشرة أشهر على فاجعة فقدان 51 مهاجرا سريا خلال محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري، لا تزال عائلات الضحايا تعيش وقع الانتظار؛ فيما لجأ بعضهم إلى جمعيات المجتمع المدني بإسبانيا.

وقد حشدت عائلات الضحايا طيلة هاته الأشهر مسيرات احتجاجية، كما واصلت استفسار السلطات المغربية المعنية عن مصير أبنائها؛ لكن دون نتيجة تذكر.

وعبّرت بعض العائلات عن “امتعاضها” من استمرار ما سمته بـ”الأخبار الزائفة” حول مصير أبنائها، حيث تتفاجأ بمعلومات متباينة عنهم، قبل أن تتأكد من غياب أي جديد.

وتوجهت عائلات أخرى للبحث وفق طرقها الخاصة، من خلال الاعتماد على جمعيات المجتمع المدني الأجنبية، التي “تأتي بنتائج جيدة، وتعزز أمل إيجاد أبنائنا”، وفق هذه العائلات.

وقالت أسية، إحدى أقارب الضحايا، وهو شاب عشريني، إن “غياب أية مستجدات حول المفقودين يدفعنا إلى مواجهة الأخبار الزائفة عنهم بشكل يومي، وهو أمر مقلق للغاية”.

وأضافت المتحدثة أن عائلات الضحايا فقدت الأمل في إيجاد السلطات المغربية لمصير الضحايا، خاصة وأنها قامت بجميع الوسائل القانونية، من شكايات وتبليغات، استفسارات منتظمة.

وأشارت أسية إلى أن “فقدان أخيها الشاب وضع العائلة في حالة صدمة لم تتغير منذ يونيو من العام الماضي”، موضحة أن “عائلتها تتلقى أخبارا من أشخاص معروفين لهم، وآخرين مجهولين حول وجود أخيهم في مواقع متفرقة، وهو أمر أصبح منهكا نفسيا للغاية”، وفق تعبيرها.

وأكدت المتحدثة ذاتها أن عائلتها لو كانت لها الإمكانيات المادية اللازمة لذهبت إلى عين المكان وبحثت بنفسها عن المفقود دون انتظار أية جهة، كاشفة أن “العائلات جلها خصصت، طيلة هاته الأشهر، مالها الضئيل من أجل عملية البحث”.

ويشكل غياب التأكيدات الرسمية معضلة كبيرة للعائلات، حيث انتشرت بينهم في الأسبوع الماضي صور أحد المفقودين، في أحد المراكز المخصصة للمهاجرين السريين في البرتغال؛ غير أن محاولتهم للتأكد من صحة الأمر لدى السلطات المغربية باءت بالفشل.

في المقابل، يسابق نوح ستوتو، أخ قاصر فقد خلال هاته الواقعة، الزمن من أجل إيجاده، بعد تلقيه معلومات جديدة عن موقعه منذ ثلاثة أيام.

وقال ستوتو لإحدى الجرائد الالكترونية المغربية إن “عائلتي أصبحت تعول على إمكانياتها الخاصة لإيجاد ابنها الذي يبلغ من العمر 17 سنة، عبر ربط الاتصال الوثيق مع إحدى جمعيات المجتمع المدني الأجنبية المختصة بإسبانيا”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “عائلته تلقت معلومات من الجمعية سالفة الذكر، التي بدورها تلقت اتصالا من السلطات الإسبانية، تخبرهم بوجود صورة لقاصر ضمن ضحايا العطاوية”.

ولفت ستوتو إلى أن عائلته توجهت إلى الجهات الأجنبية، ولم تعد تنتظر رد السلطات المغربية المعنية بسبب “غياب ردود فعل وإجابات واضحة منهم طيلة هاته الأشهر”.

وخلص المتحدث إلى أن “عائلته لا تزال تأمل إيجاد ابنها وإعادته إلى المنزل سالما، وستواصل وفق إمكانياتها تحقيق ذلك”.

Langue
Arabe
Région
Marrakesh - Safi
Partager sur :