
السيدة ليلى الزعروري، متخصصة في مجال الطيران، وباحثة في الأدلة الجنائية الفضائية، تُعني بالشؤون القانونية والإصلاح القضائي. جنيف، سويسرا.
📍جنيف، سويسرا
الموارد البشرية والعقوبات البديلة
تُعدّ الموارد البشرية من الركائز الجوهرية والأساسية في إنجاح نظام العقوبات البديلة. فبدونها، تبقى هذه العقوبات مجرد نصوص قانونية لا أثر لها على أرض الواقع.
دور الموارد البشرية في إنجاح العقوبات البديلة
لا يمكن الحديث عن فعالية العقوبات البديلة دون التوقّف عند عنصر أساسي في تنفيذها، وهو الموارد البشرية. فالموظفون المؤهَّلون من قضاة، وأعوان مراقبة، وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين، يُمثّلون العمود الفقري لهذا النظام.
إن تنفيذ عقوبات مثل العمل لفائدة المجتمع، أو المراقبة الإلكترونية، أو الإقامة الجبرية، يتطلّب طواقم بشرية مدرّبة على المتابعة، والتقييم، والتوجيه، والضبط. هؤلاء لا يضمنون فقط حسن تطبيق الأحكام، بل يُساهمون أيضًا في تأطير المحكومين، وتحفيزهم على تغيير سلوكهم، والتفاعل الإيجابي مع العقوبة.
ومن دون هذا العنصر البشري، فإن النظام قد يتحوّل إلى مجرد “إجراء شكلي”، فاقد للجدوى الردعية أو الإصلاحية. لذلك، فإن توفير الموارد البشرية الكافية، وتكوينها بشكل متخصص، يجب أن يكون من أولويات أي دولة تتبنى هذا التوجه العقابي الجديد.
لماذا تُعدّ الموارد البشرية ضرورية في نظام العقوبات البديلة؟
1 . الإشراف والمراقبة
العقوبات البديلة مثل:
. المراقبة الإلكترونية
. العمل لفائدة المجتمع
. الإقامة الجبرية
. العلاج الإجباري
تتطلب وجود موظفين مؤهّلين يتابعون تنفيذ العقوبة ويتأكّدون من التزام المحكوم بها بدقة وانضباط.
2 . التأهيل والإرشاد
العديد من العقوبات البديلة تهدف إلى إعادة إدماج الجاني في المجتمع، لا مجرد معاقبته. ولذلك فهي تحتاج إلى:
. أخصائيين اجتماعيين
. مرشدين نفسيين
. مكوّنين مهنيين
هؤلاء يُشكّلون نواة العمل التأهيلي داخل هذا النظام.
3 . التقارير والمتابعة القضائية
تنفيذ العقوبة وحده لا يكفي، بل يجب أيضًا:
. تقديم تقارير دورية للقضاء
. إعداد توصيات حول السلوك والانضباط
. تقييم مدى فعالية العقوبة
وهذا من صميم عمل فرق المتابعة، أي الموارد البشرية المتخصصة.
4 . ضمان النزاهة والعدالة
وجود موظفين مؤهلين ومدرَّبين يُقلّل من:
. التمييز في تطبيق العقوبات
. التلاعب أو الإهمال في التنفيذ
. تسييس القرارات الميدانية
خلاصة
العقوبات البديلة لا يمكن أن تنجح أو تُطبّق فعليًا دون وجود موارد بشرية كافية، مؤهلة، ومحايدة.
فهي بمثابة “اليد” التي تنقل القانون من الورق إلى أرض الواقع.
{ يتبع }
للاطلاع على مزيد من التفاصيل، المرجو زيارة الرابط التالي:
https://maglor.fr/mre/alqwbat-albdylt-fy-almyzan-jdwaha-qbatha-wmstqbl-aldalt-aljnayyt