
حاوره عبد الله سدراتي
في إطار انفتاح جريدة ماگلور الدولية على الفاعلين المدنيين والجمعويين المتميزين داخل المغرب وخارجه، كان لنا شرف استضافة الزميل يوسف بوري، رئيس جمعية سفراء الهجرة والثقافات بحوض دادس مكون، وعضو نشيط في جمعية ابن بطوطة للمهاجرين ببرشلونة، المكلف بملف اندماج المهاجرين والدفاع عن حقوقهم.
يوسف بوري ليس مجرد فاعل جمعوي عابر، بل هو طاقة إنسانية فاعلة ومثقفة، عُرف في الأوساط الجمعوية والاجتماعية بمقاربته التشاركية، وقدرته اللافتة على التواصل والتحاور مع مختلف الفاعلين، سواء داخل الوطن أو في المهجر. ويُجمع كل من اشتغل معه على أنه رجل ميدان بامتياز، يتقن الاستماع والإنصات، ويُؤمن بأن العمل الجمعوي لا يكتمل إلا بتكامل الجهود وصدق النوايا.
لقد برز يوسف بوري كأحد الأصوات الواعية بقضايا الهجرة وحوار الثقافات، حيث يشتغل باجتهاد على تعزيز جسور التواصل بين الجاليات المغربية بالخارج ووطنها الأم، من خلال مبادرات نوعية تروم تعزيز الاندماج الثقافي والاجتماعي، وتمكين المهاجرين من حقوقهم المشروعة، والمساهمة في تقوية الروابط مع الجذور.
وفي سياق حديثنا عن الرأسمال البشري، فإن ما ظلّ يُردّد لسنوات طويلة على شكل شعار، أصبح اليوم واقعا ملموسا، تتجلّى ثماره خاصة في الجنوب الشرقي للمملكة، وتحديدا في منطقة قلعة مكونة المعروفة بوردها العطري، حيث تتلاقى نوايا الصدق مع روح المبادرة، لتُثمر نماذج تنموية حقيقية.
ومن بين هذه النماذج المشرقة، يبرز اسم يوسف بوري ضمن فريق فاعل في الفيدرالية البمهنية بالمنطقة، حيث يعمل رفقة عدد من أبناء الميدان على تكوين وتأطير الفلاحين في مجالات إنتاج وتقطير الورد العطري، وذلك في إطار دورات تكوينية منتظمة تستهدف تحسين جودة المنتوج، وتطوير آليات التحويل والتصنيع.
هذا العمل النوعي لا يساهم فقط في تنمية الاقتصاد المحلي، بل يُشكّل رافعة حقيقية للتنمية المستدامة، حيث يتم الاستثمار في الإنسان أولاً، وتمكينه من أدوات الفعل والتغيير. ولذلك، فإن الفاعلين في هذا المجال – ومن ضمنهم يوسف بوري – يستحقون كل الإشادة والتنويه، لما يبرهنون عليه من تفانٍ، وجودة، وحس وطني عالٍ.
إننا في جريدة ماگلور الدولية نعتبر مثل هذه الطاقات والوجوه النيرة بمثابة قاطرة للتنمية ومرآة لقيم العمل المشترك، وهم بذلك يشكلون نموذجاً يُحتذى، ليس فقط في الجنوب الشرقي، بل على امتداد ربوع الوطن وخارجه.
> "نحن نؤمن بأن قوة المجتمعات تكمن في الإنسان. ومن خلال العمل الجمعوي، نحاول بناء جسور من الثقة والمعرفة بين المهاجرين ووطنهم الأم، وكذا تأهيل الفلاحين والفاعلين المحليين ليكونوا شركاء حقيقيين في التنمية. مشروع الورد العطري هو أكثر من منتوج، إنه قصة ارتباط بالأرض، وتعبير عن هويتنا العميقة."
يوسف بوري، رئيس جمعية سفراء الهجرة والثقافات بحوض دادس مكون