Partager sur :

وزير الداخلية الفرنسي في زيارة للمغرب

 اليوم الأحد، يبدأ وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمنان، زيارة رسمية إلى المغرب، على أن يلتقي نظيره المغربي، عبد الوافي لفتيت، يوم غد الاثنين، حاملات ملفات مشتركة، على غرار التعاون الأمني وموضوع الأئمة والهجرة.

وبحسب وكالة فرانس بريس، فإن الداخلية الفرنسية كشفت بعضا من مضامين الزيارة، التي تندرج ضمن ديناميكية تعاون متعدد الأوجه بين باريس والرباط لكي يتصديا معا للتحديات التي تواجههما.

وأضاف المصدر ذاته أن “دارمنان سيلتقي وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، والجالية الفرنسية بالمملكة، وممثلين عن مجتمع الأعمال المغربي-الفرنسي”.

وتتزامن هذه الزيارة مع احتفاء المسؤول الفرنسي قبل أيام بطرد إمام جزائري تمت إدانته قضائيا بـ”التحريض على الكراهية ضد اليهود”، حيث قال عبر حسابه الشخصي بـ”إكس” إن “هذا الطرد سمح به من جديد قانون الهجرة 24 ساعة”.

وقانون الهجرة الفرنسي الجديد، الذي حظر المجلس الدستوري ثلثه، تضمن مواد لتسهل عملية ترحيل المهاجرين في وضعية غير قانونية المدانين من قبل القضاء نحو بلدانهم الأصلية.

عمر المرابط، خبير في العلاقات الدولية مختص في الشأن الفرنسي، قال إن “ملف ترحيل المهاجرين في وضعية غير قانونية قبل أولمبياد باريس 2024، من المرجح أن يكون ضمن مباحثات الوزير الفرنسي مع نظيره المغربي”.

وأضاف المرابط، في تصريح لإحدى الجرائد الالكترونية المغربية، أن فرنسا تسابق الزمن لطرد المهاجرين من مختلف الجنسيات قبل أولمبياد 2024، بداعي تسببهم في تشويه صورة العاصمة الفرنسية، موضحا أن “غالبيتهم يرتكبون جرائم من أجل تحقيق لقمة العيش”.

وأورد المتحدث أن “ملف تكوين الأئمة من المفترض أن يشهد اتفاقا جديدا بين باريس والرباط خلال هاته الزيارة، خاصة وأن فرنسا ما تزال بحاجة إلى التكوين المغربي”، لافتا إلى أن “باريس في هذا الموضوع تعيش على وقع تناقض واضح؛ فهي لا تريد تكوينهم في الخارج وفي الوقت نفسه تريدهم بإسلام معتدل”.

وشدد المختص في الشأن الفرنسي على أن “زيارة وزير الداخلية الفرنسي تؤشر على استمرار تصاعد التنسيق بين البلدين، وتؤكد قرب زيارة ماكرون إلى المغرب، وأيضا سعي فرنسا لتحقيق تعاون أمني وثيق مع الرباط والاستفادة من خبرتها الطويلة في مجال الاستخبارات وتتبع الجريمة غير المنظمة”.

وبحسب وسائل إعلام فرنسية، فقد قامت سلطات عاصمة باريس، قبل أيام، بحملة واسعة لطرد المهاجرين في وضعية غير قانونية نحو مدن أخرى، وذلك قبل حوالي 100 يوم من تنظيم الأولمبياد.

ويرى عبد الحميد جمور، باحث في الهجرات والتنمية جنوب-جنوب، أن زيارة وزير الداخلية الفرنسي “ستعرف مناقشة موضوع الهجرة والموقف الفرنسي من مخرجات رؤية الاتحاد الأوروبي الساعية لخلق مراكز استقبال خارج حدود الاتحاد وترحيل المهاجرين غير النظاميين”.

وقال جمور، في تصريح لنفس الجريدة الالكترونية، إن “هاته المقترحات يرفضها المغرب لكونها حلولا عقيمة ولن تعالج ظاهرة الهجرة غير النظامية، كما أنها لا تتوافق ومبادئ حقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية”.

وبين المتحدث أن “الزيارة ربما محاولة من باريس لإقناع الرباط بتصورها حول ترحيل المهاجرين قبل أولمبياد باريس، مع الإشارة إلى أن المغرب لا يمكن أن يتحمل مسؤولية مخرجات يرى فيها الاتحاد الأوروبي حلا له على حساب دول المنطقة دون إشراكها”.

وأضاف جمور أن “الاحتمال الثاني لهاته الزيارة، هو أن باريس تريد أن تستفيد من التجربة المغربية في تدبير ملف الهجرة والتظاهرات الرياضية الكبرى كما كان الشأن في كأس العالم قطر 2023 التي عرفت مواكبة مغربية هامة”.

 

Partager sur :