Partager sur :

من هنا يبدأ التغيير.....

بقلم الاستاذ إبراهيم أونبارك
كتب أحد أصدقائي تدوينة عنوانهاب: التحضير لكأس العالم يبدأ من الطاكسي الصغير، وأنا أشاطره الرأي، وأضيف وتنظيم كأس العالم يبدأ من تنظيم عمل مستشفياتنا ومستوصفاتنا ومصحتنا العمومية والخصوصية، إوا أجيو نعاودها لكم كلخرافة:
في إجراء يهم الحقنة الدورية ل "أنير" طفل صغير قادم للتو ليعانق هوية بعبق تاريخي مغربي، التحقنا بمستوصف عمومي، لأنه وحده الذي وكل إليه ترابيا القيام بهذا الإجراء الإداري/الصحي، قرابة الساعة السابعة والنصف صباحا، ولا أحد إلا رجل مسن، يبدو منذ نظرته الأولى أنه حارس المستوصف، وأنه فعلا خبر دهاليز التاريخ الطويل لقطاع صحي معطوب، كما يعرف أن كل مواطن قادم بحماسة  لغرس حقنة في يد ابنه أو ابنته، سيكون لا محالة ضحية انتظار سيفوق الساعتين في أفضل الأحوال، وأنه (ا) سيظل منتظرا لاستقبال أعوان المستوصف والممرضين والممرضات والأطباء، على قلتهم، وسينتظر "تقاد الكانة" ديال السيدة الطبيبة (طبعا مع تقديرنا واحترامنا  للأطباء وكل الذين يشتغلون بضمير مواطني غيرة على مهنتهم وعلى هذه الأرض الطيبة)، أنذاك يمكن أن يحمل طفله بعد عناء ووقوف وانتظار واجترار لأحاديث الحزن والفرح وذكريات الانتظار مع الواقفين بجواره.
بعد يأس صباحي مفعم بغصة عنوانها: لماذا أنت هكذا يا وطني؟ لو تحمل كل منا مسؤوليته في مهمته لا حققنا الكثير، ولا تجاوزنا أعطاب التنمية بلا رجعة.
قلت لابأس، سابحث عن مدخل لجذب أطراف الحديث مع هذا الحارس الذي تعبر تجاعيد وجهه عن سنين طوال من معاناة يكفي التمعن في مظهره لتفهم كل شيء: لا بدلة توحي بأنه يقوم بمهمة، لا مكان محدد له ليحس هو نفسه أو أحد المواطنين أننا فعلا في مؤسسة صحية، تنتمي إلى قطاع يراهن عليه الوطن في إقلاعه الاجتماعي والتضامني. 
وبمجرد أن عاودت التحية، عبر المسن ، وبحزن متدفق كثغر الشلال: مشى زمن العمل الجاد أولدي، زمن كان الماجور  فلان الله ارحمو، تايوقف مع الثامنة، ومع الثامنة والنصف تنطلق عملية الحقن والزيارات، ولا انتظار....
وبعد هنيهات، أردت ألا ازيد لمرارة الانتظار نكبة حنينه، إبتعدت عنه،  وقلت وقرارة نفسي، أليس هناك من رقم أخضر لدى وزارة الصحة أو مؤسسة تسهر على مساعدة المواطنين لتجاوز هذا الوضع المزري لما يقارب 100امرأة وبعض الرجال، جلهم يحملون أطفالا لا تتجاوز أعمارهم الشهرين أو الثلاث أشهر على الأرجح، وفي شمس محرقة؟ عثرت على رقم لوزارة التضامن وكان الجواب المتردد في سماعة هاتفي النقال: "جميع خطوطنا مشغولة، يمكنكم الاتصال لاحقا"...قلت رباه: هل الضغط على خطوط التضامن اكتض إلى هذا الحد في هذا الصباح المبكر؟ لكن أدركت بعد معاودة الاتصال، أن صوتا مسجلا يردد نفس اللازمة، التي أخاف ان تكون عنوانا لتنمية مؤجلة.

Partager sur :