Partager sur :

الرسالة الملكية السامية لقمة بانجول ، رسالة ثبات على المواقف ،ودعوة للحوار والتنمية ومحاربة الإرهاب والانفصال.

من الطبيعي أن لا يلم كل إنسان بواقئع تاريخية معينة ، رغم أنه لا يستصاغ أن يجهل المواطن تاريخ وطنه ، ومواقف بلاده وسياستها الداخلية كما الخارحية ،ومن المثفق عليه أنه لايعدر أحد بجهله لقوانين بلده .

إنها مقدمة عزيزي المتلقي، أردت بها وبعد إدنك ، الرجوع إلى محطة من المحطات المشرقة للمملكتنا الشريفة محطة القمة الخامسة عشرة لمنظمة التعاون الإفريقي المنعقدة في ذكراها الخمسون ببانجول عاصمة غامبيا .

للتاريخ محطة فيمعرض مقالنا، وهنا لابد من الوقوفةعلى مقولة هنري كسنجر ، وطبعا القليل من لا يعرف مهندس الخارجية الأمريكية،و في أوج الحرب الباردة حينما ذكر في إحدى محاضراته بجامعة جورج واشنطن : "أن العلاقات الدولية ليست هي مجرد السياسات الخارجية لمجموعة الدول ، إذ أن مفهوم السياسة الخارجية يشير إلى تنفيذ وتشكيل وتقويم الأختيارات

ّ السياسة الخارجية في دولة واحدة على أساس مصالح أو وجهة نظر هذه الدولة فقط ،

فإن السياسة الخارجية لهذه الدولة أو تلك لها جذورها الداخلية بغض النظر عن البعد الدولي لهذه السياسة ، إذ أن السياسة تصنع في داخل الدولة بينما العلاقات الدولية تجري في الخارج في مكان ما..."

إن التاريخ وحسب ثعلب السياسة الخارجية الأمريكية، وأستاذ جامعة جورج واشنطن حينها هو: "ذاكرة الامم، أو معمل كبير لتجارب البشرية، يحفل بمعادلات النجاح لمن يحسن صياغتها”.

هنا سأعود بكم ياسادة إلى ما جاء في التذكير بالتاريخ ،لأنه هو الحسم ، فجلالة الملك محمد السادس ذكر ، ولعل الذكرى تنفع البعض ممن يتجاهلون عمدا تاريخ المغرب أنه :

" عند تأسيس “منظمة المؤتمر الإسلامي” التي رأت النور منذ 55 عاما بالمغرب، لم يكن الهدف هو تشييد منظمة دينية، بل إنبثق المشروع من إيمان ببث تعاليم دين حنيف وقيم إنسانية كونية كسبيل لاستنهاض الهمم، وإسماع صوت الدول الإسلامية، وبلوغ تضامن حقيقي وعملي.

وخلص جلالة الملك إلى أن مفهوم التضامن “الذي نصبو إليه اليوم، لا يقف عند الذود عن حياد العقيدة ووحدتها بالكلمة والنوايا الحسنة فحسب، بل ينطوي أيضا على احترام التعددية والخصوصيات، ويزكي الثقة وينصب على العمل الجماعي”.

الذكرى عزيزي المتلقي وأرجع معك لما قاله أحد كبار بنائي السياسة الخارجية ومهندسي العلاقات الدولية أن "ذكرى 55" لمنظمة التعاون الإسلامي وتاريخ تأسييسها هو حينما عمد "متطرفون يهود " الى إحراق المسجد الأقصى ...لقدإستعاد الشريط الوثائقي الذي بدأت به قمة منظمة التعاون الاسلامي ذكراها الخمسين بغامبيا منذ تاريخ تأسيسها في شتنبر 1969بالرباط ، جريمة إحراق المسجد الأقصى بالقدس الشريف ، ثالث الحرمين وأولى القبلتين ، وذلك من خلال تسليط الضوء على العزم الراسخ للدول الأعضاء الـ 57 بالمنظمة على حماية وصون مصالح العالم الإسلامي، فضلا عن تعزيز السلام والوئام العالميين.

وهاهي اليوم تأكيد المملكة المغربية ومن صلب رسالة جلالة الملك رفضها التام لكافة أشكال التهجير القسري والعقاب الجماعي والأعمال الانتقامية، التي يتعرض لها “أشقاؤنا الفلسطينيون”.

لقد جاءت رسالة الملك نصره الله إلى الدعوة إلى إخراج منطقة الشرق الأوسط والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني العربي من دوامة العنف، وسياسة الإقصاء وفرض الأمر الواقع، والعمل على تهيئة الظروف الملائمة لإعادة إطلاق عملية سلمية حقيقية، تفضي إلى حل الدولتين المتوافق عليه دوليا.

الرسالة الحاسمة التي لم يغفل فيها جلالته أن عمل المملكة المتواصل من أجل تعاون جنوب-جنوب ، والتعاون المتبادل الجدي والبناء الذي تتسم به علاقة المملكة مع كل شركائها بالقارة السمراء كما باقي دول العالم مذكرا جلالته " بأن المغرب أطلق مبادرة الدول الإفريقية الأطلسية كمسار لشراكة إفريقية هدفها الأسمى تعزيز روابط التعاون والاندماج بين الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، بغية توطيد السلام والاستقرار والازدهار المشترك في المنطقة، بالإضافة إلى الإعلان عن إطلاق مبادرة على المستوى الدولي، تبتغي تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي.

ليضيف أعزه الله أن مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، ينهل من الروح التضامنية نفسها، باعتباره مشروعا للاندماج الجهوي والإقلاع الاقتصادي المشترك، ولتشجيع دينامية التنمية على الشريط الأطلسي.

 أن قمة منظمة التعاون الإسلامي بغامبيا، عزيزي المتلقي و التي أعلنت في موقفها التاريخي المجسد لأسمى المبادئ التي رافع عنها المغرب بالأمم النتحدة وهو حق الدولة في البقاء موحدة ، عن رفض منظمة التعاون الإسلامي وفي بيانها الختامي عن كل أشكال الانفصال و نزوعاته، و ربطت بينه و بين التهديدات الإرهابية التي تشهدها المنطقة مطالبة دول التعاون الإسلامي باعتماد مخطط واضح لمواجهة الارهاب و النزوعات الانفصالية، كما ما دعمت القمة في بيانها مشروع المحيط الأطلسي الذي أعلن عنه الملك و الذي سيمكن دول الساحل من منفذ المحيط الأطلسي ناهيك عن تتمين كل المبادرات الرامية الى التعاون الانساني والى التنمية القارية والدولية فيما يخفظ الإنسان الذي إستخلفه الله على أرضه إنسان داع الى السلم والسلام والى تكريس قوله تعالى " ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير.

 

ذ/ الحسين بكار السباعي 

محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان.

Partager sur :