إن المتتبع العادي لما يجري حاليا بالمغرب خصوصا بعد انتخابات الثامن من شتنبر و تنصيب الحكومة الجديدة يلاحظ جليا أن هده الاخيرة لا تمثل إرادة الشعب في شىء البتة . بل بالعكس من ذلك فالحكومة في واد تطالع عنان السماء ببرامج خيالية تخدم مصالح نخبها و مكوناتها و الشعب في واد و أمام نفق مسدود حيث لا أمل و لا بصيص له يلوح في الأفق الخافت الباهت المضلم المخيف
فارتفاع أسعار كل كبيرة وصغيرة و بشكل صاروخي في ظل أزمة خانقة لخير دليل على ما نقول فكيف يعقل هذا و البطالة و الفقر و العوز يضرب بأطنابه و يستفحل يوما بعد يوم في أوساط الأسر و صفوف الشباب. دون الحديث عن الزيادة في الأجور المغيب من أجندة الحكومة إذ لا يغطي إن هو وجد إلا فئة قليلة و بزيادات هزيلة زهيدة قد لا توازي قيمة استهلاك مادة أو مادتين حيويتين لشهر من الأيام. أو تكلفة نزع ضرس هائج ثائر لدى مرود أسنان في سوق أسبوعي .
أضف إلى ذلك الرعب و الضغط النفسي الذي تمارسه الحكومة على مختلف شرائح الشعب المغربي بفرض الزامية جواز التلقيح و بالتالي التلقيح ذاته كشرط للاستفادة من خدمات مرافقها وورقة ضغط على الأباء إن هم أرادوا تعليم فلدات أكبادهم و ولوج المدارس في غياب تام لضمانات الإدعان للعملية من طرف المواطنين مما ينم على استخفاف و استهتار بأرواح المواطنين دون استثناء و هو قرار مفتقد للشرعية و المشروعية على حد سواء و ما هو إلا سيف سلط على رقاب العباد و مقص لقص اجنحتهم المنكسرة أصلا و جس نبض سابق لأوانه حتى تتمكن هده الحكومة المتعجرفة من تمرير برامجها بالشكل الذي يرضيها ضاربة عرض الحائط مطالب الشعب المشروعة و المهضومة.
إن واقعا من هدا الحال لينبؤ بما لا تحمد عقباه و لتعلم هده الإدارة أن الشعوب تمرض و لا تموت و لتتحمل مسؤوليتها التاريخية في ما يجري في شوارع المدن من احتقان شعبي مناهض للغصب و الإكراه في خرق سافر لحقوق الإنسان و المواطنة التي اجهزت الحكومة عليها فعليا و أقبرتها بعد إلغاء حقيبتها من بين الحقائب الوزارية .
و ما يحاك و يدبر تحت جنح الظلام ضد هدا الشعب الوديع المسالم لا يعلمه الا الله و ربما يكون أدهى و أمر فرفقا بأبناء جلدتكم و ارفعوا نعالكم على صدورهم التي تختنق من فرط تعسفكم فبسواعدهم تبنون قصوركم و منتجعاتكم و بعرق جبينهم تكدسون الاموال و الثروات في البنوك .
و من الجرأة و الوفاء بالعهود الاجابة على أسئلتهم و مطالبهم المشروعة البسيطة و التي لا يحسدون عليها من شغل و صحة و تعليم كحد أدنى للعيش الكريم .
Arabe