
مراسلة عبد الله سدراتي
احتضنت دار الثقافة بمدينة بومالن دادس، مساء اليوم الجمعة 16 ماي 2025، لقاءً ثقافياً مميزاً خُصص لتقديم كتاب "إشراق ثانوية"، من تأليف الأستاذ والمدير السابق للثانوية التأهيلية بومالن دادس، السيد عبد الواحد الحسين، الذي شغل منصب الإدارة ما بين سنتي 1969 و2001.
هذا العمل التوثيقي الهام يُعد لحظة استثنائية في مسار الذاكرة التربوية والثقافية للمنطقة، حيث يعيد من خلال فصوله رسم ملامح تجربة تعليمية وإنسانية غنية، ويؤرخ لمسيرة مؤسسة شكلت منارة للعلم والمعرفة بجبال الجنوب الشرقي.
ورغم القيمة الكبيرة للحدث، فإن توقيت تنظيمه تزامن مع فترة دقيقة من السنة الدراسية، تتسم بالتحضير المكثف للامتحانات الإشهادية وخاصة امتحانات الباكالوريا، ما حال دون مشاركة أوسع لعدد من الأطر التربوية والإدارية والتقنية، فضلاً عن خريجي المؤسسة الذين يتقلدون اليوم مناصب مسؤولية وتدبير بعدد من القطاعات الحيوية بالمملكة.
لقد كانت ثانوية بومالن دادس على مدى عقود مشتلاً حقيقياً لصقل الكفاءات وتخريج أجيال ساهمت ولا تزال في بناء مغرب الكفاءة والمعرفة. ويأتي هذا الكتاب ليحفظ جزءاً من ذاكرة هذه المؤسسة العريقة، من خلال شهادة حية لمدير بصم تاريخه التربوي والإنساني بمهنية وتفانٍ كبيرين.
وإذ نُثمِّن عالياً هذه المبادرة الطيبة، فإننا نهنئ الأستاذ عبد الواحد الحسين على هذا العمل الجبار، متمنين أن تتكرر مثل هذه المبادرات في مناسبات مقبلة، ضمن سياقات أكثر ملاءمة، تسمح بجمع شمل كل من مروا من هنا، في لحظة وفاء للتاريخ، وتأمل في الحاضر، واستشراف للمستقبل.
"إشراق ثانوية" ليس مجرد كتاب، بل هو مرآة لتاريخ مؤسسة، ونافذة على مسار تربوي وإنساني عريق، يستحق أن يُقرأ ويُحتفى به.