Partager sur :

مؤتمر دولي بالعاصمة الرباط للعناية بالصحة الإنجابية

"حقوق الصحة الجنسية والإنجابية والرفاه الأسري في إفريقيا"، الذي هو شعار للدورة الـ11 للمؤتمر الإفريقي حول حقوق الصحة الجنسية والإنجابية، كان هو التيمة المحورية أيضا لفعاليات جلسة انعقدت اليوم الخميس في الرباط، تحاول أن ترصد التحديات التي تواجهها النساء بالخصوص في القارة الإفريقية في علاقة ذلك بالصحة الجنسية والإنجابية التي ما زالت "عقبة أمام تأهيل حقوق النساء على أصعدة كثيرة، بما أن الأمر يتعلق بالحق في الصحة"

وفي هذا الإطار، اختار إسييت أويمديمو أوكو، مؤسس المؤتمر الإفريقي حول الصحة والحقوق الجنسية، أن ينطلق من الرباط بوصفها “مدينة للأنوار”، آملاً أن “تنبعث هذه الأنوار في أفق النساء، للوصول إلى كافة الأهداف المنشودة”.

وأضاف أويمديمو أوكو، الذي كان أول من استلم الكلمة في الفعالية التي تنظمها الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة بتعاون مع الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة ومنظمة أكشن هيلث إنكونبوريدت: “تفصلنا 6 سنوات على تقييم الأهداف الـ17 للتنمية المستدامة. ونأمل أن تكون الحصيلة في القارة الإفريقية مشرفة، حتى نستطيع اللحاق بالركب. سنظل دائما في حاجة إلى جهود مشتركة”.

وألح المتحدث ذاته على “عدم مقبولية التخلّف عن الركب فيما يتعلق بالأزمات والأمراض. ولم يعد مقبولا أيضا أن نجد فتاة لا تتوفر على الفرص لتحمّل مسؤوليتها”، مؤكدا أن “التغيير ممكن إذا استطعنا استثمار الإمكانات التي تتوفر عليها القارة. نحتاج أفكارا علمية وعملية لكي نحافظ على قارة في قمة العطاء والإنتاجية؛ وهو ما سيسعفنا في التغيير”.

وحين تناول الكلمة، قال ألفارو بيميجو، المدير العام للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، إن “القارة الإفريقية ما زالت تواجه تحديات حقيقية في ما يتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية، لا سيما أمام تفشي ختان الإناث الذي يبلغ نسبا مخيفة ومقلقة، كأن يصل 80 في المائة بكل من مالي وجيبوتي”، مسجلا “اشتغال المكاتب الإقليمية الموجودة في إفريقيا والتابعة للاتحاد بكثافة وبذل قصارى الجهود لأجل تقديم خدمات الحماية وكذلك خدمات الصّحة الجنسية للمعنيين”.

ولفت بيميجو، متحدّثا ضمن الفعالية سالفة الذكر، إلى أن “الاتحاد والهياكل التابعة له على مستوى القارة الإفريقية قدموا، خلال السنة الماضية، نحو 133 مليون خدمة لأكثر من 50 مليون نسمة”، مشيرا إلى “الأسئلة التي ما زالت تطرحُ: كيف نستطيع أن نوصل المزيد من هذه الخدمات إلى الأشخاص الذين هم في حاجة ماسة إليها”، وزاد: “نحتاج جهودا كثيرة، لأن مشاكل الصّحة الجنسية كثيرة، ونحن نعرف أن نسبة النساء المتعايشات مع داء فقدان المناعة المكتسبة في السن المتراوح بين 15 و45 سنة تبلغ 60 في المائة في بلدان جنوب الصحراء”.

وسجل المدير العام للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة أن “واحدة من أصل خمس نساء في حاجة إلى أخذ احتياطات منع الحمل، والعديد من النساء ليست لديهن إمكانيات الوصول إلى الطرق الآمنة لتنظيم تناسل الأسرة، رغم أهميتها في الحفاظ على صحة الجنين والأم أيضا”، لافتا إلى “انتشار الإجهاض غير الآمن في القارة الإفريقية، وارتفاع نسبة العمالة الجنسية”، وأضاف: “التعاطي مع هذه المشكلات يشكل نقطة محورية في عملنا لكي نعالج معضلة الصحة”.

من جانبها، كشفت بريجيت تواديرا، السيدة الأولى لجمهورية إفريقيا الوسطى، أن “الوفيات المرتبطة بالمشاكل الجنسيّة والإنجابية ما زالت تعرف ارتفاعا ملحوظا على مستوى الجمهورية، بحيث تحتل المرتبة الرابعة إفريقيًّا بعد جنوب السودان وتشاد والنيجر”، رابطة “الأسباب الأساسية وراء هذه الوفيات لحديثي الولادة بالصعوبات المرتبطة بالتوليد وبعمليات الإجهاض السرية والالتهابات التي تصيب المرأة بعد الولادة”.

وذكرت بريجيت تواديرا أيضا “النزيف بعد الولادة ضمن الأسباب، بحيث يشكل نسبة 8 و9 في المائة”، وقالت: “جمهورية إفريقيا الوسطى أطلقت برنامجا من أجل تقليص هذه الوفيات لدى حديثي الولادة وكذلك لدى الأطفال والمراهقين. وسوف يهمّ الفترة ما بين 2024 و2026. وكل المشاريع المتضمنة تتطرق إلى أعمال سوف تمكننا من تقليص حدة الوفيات في أفق 2030؛ هذا الهدف يتطلب تعبئة لكل الجهود، سواء على مستوى الدولة أو الشركاء”.

وأما مونتينا هيشيليما، السيدة الأولى لجمهورية زامبيا، فقد عرضت وضعية بلادها في ما يخص التيمة المحورية للفعالية، إذ أكدت أن “البلاد ما زالت تواجه تحديات حقيقية في هذا الجانب؛ لكن هناك إدراك لمدى عمق المسؤولية التي ما زالت ملقاة على عاتقنا”، وزادت: “كل بلد ينبغي أن يركز وأن يعزز من التزامه فيما يتعلق باعتماد المقاربات المرتبطة بالحقوق الصحية والجنسية. نحن نعلم جميعا بأن النساء خلال حياتهن الإنجابية وبعد الإنجابية، يواجهن تحديات عميقة”.

وأشارت هيشيليما إلى إطلاق برنامج على مستوى زامبيا يسعى إلى “تعزيز قدرات الشباب على أخذ قرارات مستنيرة عبر التربية الجنسية، وتأهيل الحقوق الصحية كذلك. نحن نحاول أن نقلص من التحديات التي تواجه الأسر فيما يتعلّق بالتخطيط وتنظيم الأسرة، ونسعى كذلك إلى ضمان بأن المرأة في سن الإنجاب يمكنها أن تحصل على ظروف آمنة”، وأوضحت:” من خلال هذه المبادرات، استطعنا أن نحرز التقدم فيما يتعلق بتقليص معدلات وفيات حديثي الولادة وكذلك الأمهات”.

وأكدت السيدة الأولى لزامبيا أنه “على الرغم من الإنجازات، فنحن علينا أن نبقى واعين بمسألة التحديات التي ما زالت ترهق كاهل القارة الإفريقية والتي تحتاج إلى تحسين مستوى البنية التحتية وكذلك تعبئة الموارد الضرورية سواء على المستوى المالي أو الاجتماعي”، وأردفت: “علينا أن نواجه معاً هذه التحديات على المستوى الإقليمي، وأن نقوم بالترافع والمناصرة على مستوى السياسات وتفعيل المبادرات على أرض الواقع”.

 

Langue
Arabe
Région
Rabat - Salé - Kénitra
Partager sur :