Partager sur :

من لا يشكر الناس لا يشكر الله .

 

 

 


البكراوي المصطفى
كان هذا المسجد البهي مسجد الشيخ زايد  أول البقاع التي وطأتها قدماي بمدينة بوعرفة الأبية بعد رحلة سفر طويلة استمرت يوما كاملا من الصبح إلى المغرب . رحلة كانت ميسرة من الله عز و جل مدللة تدليلا فلا نصب و لا فتور أصابنا فيها بفضل من حسبنا التوكل عليه . و لكون النعمة تستوجب الشكر لله الذي هون علينا وعتاء السفر ، ولجنا  هذه المعلمة الربانية التي تسلب النفوس و تملؤها طمأنينة و راحة فتزودنا بخير زاد زاد الثقوى و قضينا دينا عالقا في ذممنا فالمعلوم أن دين الله أولى بالقضاء .
لنرتمي بعدها بين أحضان أسرة من الأسر العريقة بالمدينة عائلة آل هكو حيث الكرم و الجود و بشر الوجوه يطالعك من كل حدب و صوب.
السيد إبراهيم هكو تربطني و إياه علاقة مصاهرة مع نفس العائلة ببلاد الريف ، و لمدة تزيد عن الخمس سنوات خلت و بالضبط يوم تنصيبي سلطانا على الشباب الأعزب * عريسا* سهر يومها على زف العروس إلي من الريف إلى تخوم الأطلس المتوسط على ضفاف وادي العبيد .ماجورا من رب العباد طبعا و مشكور ا مني أنا  كذلك. فما كان مني إلا أن ارتميت في الأريكة الخلفية للسيارة و تركته يكابد الطريق و مشاقها. كانت المسافة طويلة جدا و متشعبة و من فرط تعبه لم تكن له من أمنية قط و لا طلب عندي على مدى الرحلة سوى أن يظفر بحصة حمام ساخن و الفصل خريف بارد و بعدها فلا شيء يغريه لا عشاء و لا  * قصارة بحسب تعبير أهل الشرق * سوى الاستسلام للنوم. فما كان مني و أنا الأمر الناهي حينها مولاي السلطان و بزر هاتف إلا أن هاتفت عبد المجيد ابن البلدة و صديق الطفولة صاحب حمام الحي ليعلن لي على الفور أن الحمام برمته رهن إشارتي بمجرد الوصول كهدية لحفل زفافي . تنفس صاحبي الصعداء و علت همته وتضاعف عطاؤه  فكان له ما أراد بفضل مدلل الصعاب.
و اليوم و نحن محلقون حول مائدة القهوى نتجادب أطراف الحديث استحضرنا تلك الأيام الخوالي و أعدنا للتاريخ ذكراته بحمام ساخن بهذه المدينة الهادئة الجميلة المضيافة . فلربما لم يتقدم ديني بمرور الزمن . هههه
"و ما يفتح الله للناس من نعمة فلا ممسك لها " صدق الله العظيم

Langue
Arabe
Région
Oriental
Drâa - Tafilalt
Partager sur :