Partager sur :

لاتمرض اذا كنت مقيما في الصويرة!! مراسلة : رشيد أنور

قد يبدو العنوان مبالغا فيه ، او يظن البعض اني من العدميين الذين يطلقون الكلام على عواهنه ، فانا أخط عشرات المواد شهريا تتحدث عن تجهيز المستشفيات ،و تحركات الوزارة ،و حتى بعض الأنشطة التى لا يجب التطرق اليها على انها إنجاز ...
لكن ما عايشته بمدينة الصويرة ، يجعلك تفكر ألف مرة قبل ان تمرض ،او تختار التوجه الى مستشفى عمومي ،للإستفاذة من حق دستوري ، معاناة عنوانها الأبرز أن حياة المواطن " الصويري " لا تساوي شيئا في منظور بعض المسؤولين ، و موته أفضل من حياته لأنه مجرد رقم ، و سأسرد لكم قصة ليست من الخيال و انما من واقع مرير معاش بين حجرات المستشفى الإقليمي مولاي محمد بن عبد الله بالصويرة لتكشفو مرارة المرض في مدينة الصويرة .
" حادثة سير خطيرة ، جراء إصتدام سيارة بدراجة نارية ، تخلف إصابة الراكبين ،زوج و زوجته بإصابات خطيرة ، كسور مزدوجة في الفخض لكلا الزوجين ، و نزيف في الدماغ للزوجة ،و اصابة بليغة في اليد للزوج ، تطلب الأمر نقلهما الى قسم العناية المركزة بالمستشفى الإقليمي للصويرة ، حيث تم إجراء كافة الفحوصات ، تحت إشراف مباشر من كل المسؤولين المحليين ، ليتقرر تنقيلهما على وجه السرعة صوب المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش ، نظرا لخطورة الإصابات و صعوبة اجراء العمليات بالصويرة لعدم توفر الأليات الضرورية ، الا ان إجراءات التنقيل او بالأحرى توفير مكان لهما بمراكش كان من سابع المستحيلات ، رغم تدخل مسؤولين في اعلى هرم الوزارة ، الا أن أبواب مراكش ظلت موصدة ، و حالة المرضى تتدهور يوما بعد يوم ، مما جعل عائلتي الزوجين تختار نقلهما الى مصحات خاصة بالدار البيضاء .
القصة المؤلمة لم تنتهي عند هذا الحد ، فالأخطر في الأمر هو تفاقم حالات الجروح بسبب الإهمال و التأخر ،و إكتشاف كسور أخرى لم يتضمنها التقرير الطبي لمستشفى الإقليمي للصويرة ، مما إضطرهما الى المكوث في العناية المركزة لأيام أخرى قبل اجراء العمليات الجراحية ، مما يتطلب مبالغ مالية باهضة ، يستحيل توفيرهما من طرف الزوجين المنحدرين من وسط قروي ، تاركين خلفهم 4 أطفال ..." 
واقع مرير يلخص بجلاء قيمة المريض الصويري ، الذي يلزم نقله الى مراكش إجراءات أكثر تعقيدا من إجراءات نقله خارج الوطن ..
فرجاءا لا تمرضوا في الصويرة .

Langue
Arabe
Région
Marrakesh - Safi
Partager sur :