
م-النوري.
تيفرت نايت حمزة – إقليم أزيلال
في مشهد إنساني مؤثر يعكس عمق المعاناة الاجتماعية، يواصل الشابان زوهير وعبد الحليم، وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة واليتامى، اعتصامهما المفتوح أمام مقر الجماعة الترابية تيفرت نايت حمزة التابعة لإقليم أزيلال، احتجاجًا على ما وصفاه بـ”التجاهل المستمر واللامبالاة الرسمية” تجاه أوضاعهما الاجتماعية والاقتصادية الهشة.
وحسب ما أفاد به المعتصمان في تصريحات خاصة، فإن هذه الخطوة التصعيدية جاءت بعد سلسلة من المبادرات السلمية التي قاما بها خلال الأشهر الماضية، من بينها الاستجابة لدعوة الحوار التي قادها كل من رئيس دائرة تاكلفت وقائد قيادة تاكلفت، في محاولة للوصول إلى حلول ملموسة تضمن لهما حق الشغل والعيش الكريم. غير أن كل الوعود، بحسب تعبيرهم، ظلت حبيسة الكلام ولم تترجم على أرض الواقع.
وأكد المعتصمان أن حركتهما الاحتجاجية ستظل مفتوحة لأجل غير مسمى، مشددين على أن مطلبهما بسيط وواضح: الكرامة والعدالة الاجتماعية. وأشارا إلى أن “هذه المطالب ليست ترفًا ولا منحة من أحد، بل هي حقوق مشروعة يكفلها الدستور والقوانين الوطنية، ويجب أن تتحقق دون مماطلة أو تأخير”.
وتعكس هذه الواقعة حالة من الاحتقان الاجتماعي في صفوف فئات تعاني من الهشاشة والتهميش، خاصة في المناطق الجبلية النائية بإقليم أزيلال، حيث تغيب في كثير من الأحيان السياسات الاجتماعية الفعالة والتدابير الكفيلة بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من حقوقهم.
وفي انتظار تحرك رسمي فعلي من الجهات المعنية، تظل الخيمة التي نصبت أمام مقر الجماعة الترابية بتيفرت نايت حمزة، شاهدة على معركة الكرامة التي يخوضها زوهير وعبد الحليم في صمتٍ، ووسط تجاهلٍ يضاعف من ألمهم اليومي ويطرح أكثر من سؤال حول مدى التزام المؤسسات بالوعود الموجهة إلى الفئات المستضعفة.