Partager sur :

الشباب المغربي ورهانات التنمية ، بين الطموح والتحديات

في إطار...الشباب المغربي يعد ركيزة أساسية في مسار التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة، حيث يمثل نسبة كبيرة من السكان ويساهم بشكل محوري في تحقيق التنمية المستدامة. بفضل مهارات الابتكار وروح ريادة الأعمال التي يتمتع بها، يبرز دور الشباب في مجالات مثل التكنولوجيا الحديثة والاقتصاد الرقمي، مما يجعلهم عنصرًا فعالًا في التحول الذي يشهده المغرب. منذ خطاب العرش لعام 1999، أولت القيادة المغربية اهتمامًا خاصًا لتعزيز دور الشباب عبر استراتيجيات متعددة شملت تحديث نظام التعليم، تطوير سوق العمل، ودعم المبادرات المقاولاتية بهدف تقليل البطالة وتعزيز مشاركتهم في الحياة السياسية والثقافية. ورغم هذه الجهود، لا تزال هناك تحديات تواجه الشباب، مثل ارتفاع معدلات البطالة خاصة بين الفئات العمرية الشابة، بالإضافة إلى نقص الوظائف المستدامة وصعوبات تمويل المشاريع الذاتية. كما أن التفاوت الإقليمي والجهوية يظهر الحاجة إلى توزيع أكثر عدالة لفرص التنمية بين مختلف المناطق. استثمر المغرب بشكل كبير في تأهيل شبابه من خلال برامج وطنية مثل "المغرب الرقمي 2025" و"الاستراتيجية الوطنية للشباب"، إلى جانب مشروعات كبرى منها استضافة كأس العالم 2030، والتي تهدف إلى تسخير إمكانات الشباب بشكل فعّال وتعزيز مساهمتهم في الاقتصاد والتعليم والثقافة. أما في الجانب الثقافي والاجتماعي، تعمل الدولة على دعم الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء من خلال الفن والمهرجانات والأنشطة الرياضية، التي تُعتبر أدوات محفزة للإبداع وبناء التماسك الاجتماعي. الشباب المغربي يُظهر توجهات جديدة تتمثل في تبني قيم الاستدامة والريادة الاجتماعية والاستهلاك الواعي، مما يعزز دوره في دفع عجلة التغيير نحو بناء دولة حديثة ومتطورة. عيد الشباب، الذي يحتفل به في 21 غشت، يجسد أهمية هذه الفئة كمحور لرؤية المغرب المستقبلية ويلقى الضوء على جهود الدولة لضمان مشاركتهم الفعالة. من بين هذه المبادرات جائزة المغرب للشباب ومهرجان YO FEST، التي تعزز الإبداع وتدعم الإسهام الفاعل في التنمية الوطنية. في إطار رؤية المملكة لعام 2030، تحتل تنمية الشباب موقعًا محوريًا في خطط البلاد، مع التركيز على تعزيز مشاركتهم في المجتمع والحياة السياسية وحماية حقوقهم عبر تقوية المؤسسات الداعمة لهم وتشجيعهم على الإسهام في التنمية المستدامة، خصوصًا في مجالات الزراعة والتنمية القروية لمكافحة الفقر والجوع. كما تستهدف الحكومة بناء منظومة حماية اجتماعية شاملة توفر الرعاية الصحية وتأمين الدخل للفئات الشابة. إعداد استراتيجية وطنية مندمجة للشباب يعد ضرورة لمواكبة التحولات الجارية وتحقيق رؤية شاملة تستجيب لتطلعاتهم وتعزز حقوقهم، مع ضمان إشراكهم الفعّال في بناء مستقبل واعد لدولة حديثة ومستدامة تُحقق التنمية الشاملة.
بقلم: احمد ليديب

Partager sur :