لم يكن نهائي كأس العرب مجرد مباراة كرة قدم، بل كان موعدًا مع التاريخ، وعرسًا وطنيًا بامتياز. في تلك الليلة، خفق قلب المغرب كقلبٍ واحد، وتعانقت أصوات الجماهير مع نبض اللاعبين، ليكتب أسود الأطلس صفحة مشرقة جديدة في سجل المجد، ويتوّجوا أبطالًا لكأس العرب، رافعين الراية الحمراء عالية، ومعلنين أن المغرب حاضر دائمًا حين تناديه اللحظات الكبرى.
دخل المنتخب المغربي أرض الملعب بروح المحاربين، لا يعرفون التراجع ولا يقبلون إلا بالنصر. لعبوا من أجل القميص، من أجل الشعار، ومن أجل شعب لم يتوقف يومًا عن الإيمان بهم. كانت كل تمريرة وعدًا، وكل تدخل صرخة تحدٍّ، وكل هدف انفجار فرح عمّ البيوت والشوارع والساحات.
هذا التتويج لم يكن صدفة، بل ثمرة تآزر نادر بين لاعبين قدّموا أرواحهم قبل أقدامهم، وطاقم تقني خطّط بعقل بارد وقلب ساخن، وجماهير شكّلت السند والدعامة، داخل المدرجات وخارجها. لقد انتصرت الروح الجماعية، وانتصر الإيمان، وانتصر المغرب.
في تلك اللحظات، ذابت المسافات، وسقطت الفوارق، واجتمع المغاربة على نشيد واحد وعلم واحد. من الطفل الذي رسم العلم على خده، إلى الشيخ الذي تابع المباراة بعين دامعة، كان الجميع شريكًا في هذا الإنجاز، لأن الوطنية لا تُمارس بالكلام، بل تُعاش في مثل هذه اللحظات الخالدة.
إن فوز المنتخب المغربي بكأس العرب هو رسالة أمل لجيل كامل، ودليل قاطع على أن العمل والانضباط والغيرة الوطنية قادرة على صناعة الفرح وتحقيق المجد. هو انتصار لكرة القدم، لكنه قبل ذلك انتصار للقيم المغربية الأصيلة: الصبر، التضامن، والعزيمة التي لا تلين.
اليوم لا نحتفل بكأس فحسب، بل نحتفل بصورة المغرب الموحّد، القوي، والمعتز بهويته. نحتفل بأسود أطلس زأروا فاهتزت المدرجات، وابتسم الوطن.
هنيئًا للمغرب، هنيئًا للأبطال، وهنيئًا لشعب إذا فرح… جعل الفرح وطنًا.
بقلمي رجاء التوبي عاشقة للوطن