FR AR
شارك على :

غزة : من العدم صنعوا شيئا

مريزيقى محمد : هكذا لخص المحلل العسكري المميز ، اللواء فائز الدويري، عبقرية الأختراع والتدبير العسكري واللوجستكي للمقاومة في غزة 
أجل، ومند بداية عهد الحملة الإستعمارية على البلدان العربية ، لقنت المدارس والأكادميات العسكرية الغربية  لقياد جيوشها دروس مكيفيل الشيطانية ونصائح طكفيل وخطط كليني الفرنسي المبنية على الإبادة الجماعية وغيرهم من عباقرة الغرب في فنون الحرب والقتال.
لكن، في غزة المقاومة الصامدة كشف المستعمر الصهيوني الغاشم وعملائه والمرتزقة الذين تهافتوا لحمايته معنى الصمود والصبر ومحبة الحرية وما تتطلبه الكرامة الإنسانية من تضحية.
كان السابع من أكتوبر بداية ملحمة قتالية وإستراتجية لم تعرف المنطقة متيلا لها مند 1947 وهاهي اليوم ، وبعد أكتر من  80 يوما من حرب دروس ، لا زالت غزة شامخة صامدة يلقن محاربها الشرفاء للجبناء والطغات من عرب وعجم دروسا  ليس فحسب في الشهامة والكرامة والعزة بل في ميدان القتال والشهادة. 
أجل " من العدم صنعوا شيئا" ، شيئا غير كل المعاير وكلف المخططات السياسية والحربية أكبر الهزائم..
من كان منا ، وفي بقاع المعمور ، يعرف بيت لاهيا وبيت حانون وتل الزعتر ، وجبالية و الشيخ  ردوان و الفالوجا والشيخ جراح ؟
وهاهي اليوم هذه البلدات الصغيرة التي تعيش حصارا همجيا كاملا مند ١٩٨٦ تلقن للعواصم العربية والغربية درسا في المقاومة وفي الصمود لأجل الحرية والعزة والكرامة.
خرب الجيش الصهيوني الجبان كل شيء في أرض غزة الأبية حتى المدارس والمستشفيات والمساجد ومنازل العزل.
لكن، لم يستطيعوا الولوج للقلوب ولوعي ومعنوية أطفالها ونساءها ورجالها النقية المليئة  بالإيمان بقضية عادلة ومصيرية.
فمادا عن ضمائر حكام عرب خانوا القضية، ومادا عن كتاب باعوا أقلامهم وخونة باعوا ضمائرهم وحتى أوطانهم لصهائنة مفسدين في الأرض ؟
الذل والهوان للجبناء والنصر لأصحاب العزة والكرامة والشهامة التي أنجبتهم أرض غزة الطاهرة .

مريزيقى محمد : مؤرخ، باحت في العلوم الإنسانية، كاتب ومحلل سياسي

Partager sur :