
بقلم: مريزيقي م. – مؤرخ وكاتب وصحفي
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية مؤخرا مقالات عن المغرب حملت بين سطورها تحاملا غير مسبوق، وخطابا بعيدا عن المهنية التي عرفت بها يوما، فأصابت قرّاءها بخيبة أمل كبيرة، بعد أن كانت بالنسبة لهم منبرا يفترض فيه الحياد والرصانة.
لقد كشفت تلك المقالات عن عداء فجّ وتهاون خطير بالمسؤولية الصحافية، إذ حاولت المساس بصورة المغرب ومؤسساته، وعلى رأسها المؤسسة الملكية. غير أن السحر إنقلب على الساحر؛ فما كتبته لوموند أثار شكوكا عميقة حول مصداقيتها، ودفع المتابعين إلى التساؤل: لماذا الآن؟ ولماذا إستهداف شخص الملك تحديدا؟
المضامين التي تناولتها الصحيفة لم تكن سوى إعادة تدوير لمواضيع فقدت صلاحيتها منذ زمن طويل، سبق أن تطرقت إليها منابر أجنبية أخرى دون أن تترك أثرا أو صدى. مقالات أشبه بوجبة فاسدة، فقدت طعمها ولونها، فلا جديد فيها سوى نفَس عدائي مجاني تجاه المغرب وشعبه.
لقد أخطأت لوموند الهدف تماما. أرادت تشويه صورة المغرب، فإذا بها تسيء إلى سمعتها هي، وتغرق في مستنقع من فقدان المصداقية. المغاربة، في الداخل كما في الخارج، قرؤوا ما وراء السطور وأدركوا أن وراء هذه الحملة أيادي خفية لا تخفى.
وليعلَم من يحرك خيوط هذه المناورات أن المغرب أقوى من أن تهزه مقالات مأجورة أو حملات عدائية عابرة. فالمملكة تمضي بثقة راسخة وعزيمة متجددة في طريق الإصلاح والبناء تحت قيادة ملك حكيم يستمد شرعيته من التاريخ العريق، ومن الدين والتقاليد الإسلامية، ومن سلالة شريفة حملت الأمانة عبر القرون، وجابهت المستعمر بصمود وتضحيات، ولا تزال تقود البلاد بإخلاص نحو التنمية والازدهار.
إن أقوى سند للعرش هو الشعب المغربي، ذاك الارتباط التاريخي العميق بين الملك وشعبه، الذي يزداد رسوخا وصلابة كلما تعالت حملات التشويش والتشويه. فمهما تعالت أصوات الأعداء، من عرب كانوا أو عجم، سيظل المغرب متماسكا، عصيّا على محاولات النيل من وحدته وصورته.
الحملات العشوائية لن تزيد المغرب إلا قوة، ولن تزيد العرش والشعب إلا تلاحما. فلا خوف على المملكة الشريفة، فهي في أياد آمنة..