FR AR
شارك على :

فاس تحتضن الدورة السابعة للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بمشاركة وازنة من 48 دولة

محمد الشرادي - بإذنٍ مولوي سامٍ من أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، رئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، احتضنت مدينة فاس، يوم الخميس 4 دجنبر 2025، أشغال الدورة السنوية العادية السابعة للمجلس الأعلى للمؤسسة، وذلك بحضور رؤساء وأعضاء فروعها من 48 بلداً إفريقياً، والبالغ عددهم حوالي 300 عضو، من بينهم 60 عالمة، إلى جانب مشاركة 17 عالماً من أعضاء المجلس بالمملكة المغربية، من بينهم ثلاث عالمات.

وقد تميّزت الجلسة الافتتاحية بكلمات توجيهية ووازنة لكل من معالي السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وفضيلة الأستاذ سيدي محمد رفقي، الأمين العام للمؤسسة، وفضيلة الأستاذ سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى بالرباط، إضافة إلى فضيلة الشيخ محمد خاطر عيسى، رئيس فرع المؤسسة بجمهورية تشاد.
 

وأكد معالي السيد أحمد التوفيق، في كلمته، أن مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تشكّل ركيزة أساسية في تعزيز حماية الثوابت الدينية وترسيخ التعاون الروحي والعلمي بين بلدان القارة الإفريقية، مشدداً على أن إحداث هذه المؤسسة يُعد من مكارم أمير المؤمنين، باعتباره الضامن للأمانات الكبرى وفي مقدّمتها حفظ الدين وصيانة المرجعية الدينية المشتركة.
 

وأوضح الوزير أن الملوك العلويين، عبر التاريخ، حرصوا على توطيد وشائج الأخوّة الروحية مع شعوب إفريقيا، وهو ما يتجلى اليوم في اختيار مدينة فاس مقراً للمؤسسة، بما تحمله من رمزية روحية وعلمية عريقة.

وأشار السيد التوفيق إلى أن عدداً من الدول الإفريقية تعرض، خلال العقود الخمسة الأخيرة، لمحاولات اختراق وتشويش هددت ثوابتها العقدية والمذهبية، وأدت في بعض الحالات إلى انتشار التطرف والإرهاب، وهو ما أبرز الحاجة الملحّة إلى إطار علمي مشترك يحصّن المرجعيات الدينية الأصيلة وينظم التعاون بين العلماء.
 

وأضاف أن المؤسسة باتت اليوم قائمة بدورها الكامل، من خلال برامجها الرامية إلى مكافحة التطرف، وتعزيز الفهم الوسطي المعتدل للدين، والاهتمام بالقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، مبرزاً تنظيم مسابقات قرآنية وتوزيع المصحف المحمدي الشريف، إضافة إلى مسابقات في حفظ الحديث شارك فيها شباب من مختلف البلدان الإفريقية.

وفي مجال تكوين الأئمة، أوضح الوزير أن معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات خرّج إلى حدود اليوم حوالي 1500 مؤطر ديني من الدول الإفريقية، بينما يتابع قرابة ألف آخرين تكوينهم بالمعهد، مما يعكس تنامي الثقة الإفريقية في النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني.
 

وأشار كذلك إلى إبداء رؤساء الفروع رغبتهم في الاستفادة من التجربة المغربية في تنظيم مجال الفتوى وتدبير الأوقاف وتطوير التعليم الديني، فضلاً عن مواكبة تجربة المملكة في مجال تدبير الزكاة، عقب الفتوى الأخيرة للمجلس العلمي الأعلى.

وفي السياق ذاته، شدد السيد التوفيق على أهمية إصلاح التدين وفق مقاربة “تسديد التبليغ”، التي تقوم على التمثّل العملي لقيم الإسلام والتحرر من الأهواء ومحاسبة النفس واستحضار مراقبة الله في كل زمان ومكان، مؤكداً أن العلماء حدّدوا عشر أولويات في هذا المجال، وخصصوا ثماني خطب لموضوع “الإيمان” باعتباره أساس الاستقامة الروحية.
 

ودعا مسؤولي فروع المؤسسة إلى الانخراط الواعي في رسالة المؤسسة، وتفعيل ميثاقها بروح من الحكمة والانفتاح على أتباع الديانات والمذاهب الأخرى، مع الحرص على التدبير الرشيد والشفاف لمواردها المالية، بما يعزز مصداقيتها ويقوّي إشعاعها على مستوى القارة.
 

وستتناول أشغال هذه الدورة، الممتدة على مدى ثلاثة أيام، ثلاثة محاور كبرى تهم:

  • مراجعة وتحيين خطة تسديد التبليغ على مستوى الفروع، بما يعزز دور العلماء ويرسّخ مبادئ الوسطية والاعتدال؛
  • إعداد تصور شامل للاحتفال بمرور خمسة عشر قرناً على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، استناداً إلى التوجيهات الملكية السامية، وبما يعزّز التعريف بسيرته وأخلاقه ونشرها عبر ربوع القارة؛
  • تعزيز آليات تنزيل البرامج السنوية الدائمة للمؤسسة، بما يشمل الحكامة والأنشطة العلمية والتربوية والتضامنية، والندوات والمسابقات والجوائز.

وسيتم في ختام الدورة إصدار بيان ختامي يتضمن حصيلة أشغال الدورة وتوصياتها وتوجهاتها العامة للسنة المقبلة، بما يعزز دور مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في خدمة الدين الإسلامي الحنيف وترسيخ الأمن الروحي بالقارة الإفريقية.
 

 

Région
Fez - Meknès
Partager sur :