
بعد النجاح الباهر الذي عرفته النسخة الثانية العام الماضي، بحضور عدد كبير من مختلف الجنسيات والأعراق، تستعد العاصمة البلجيكية بروكسيل لاستقبال الدورة الثالثة من مهرجان السلام لتشجيع الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات؛ وذلك يوم العاشر من مارس الجاري.
ويأتي هذا المهرجان في ظل تنامي خطابات الكراهية والتمييز بسبب الدين والعرق، وكذا أجواء الفتنة والانقسام والتفرقة المتزايدة التي تعيشها أوروبا اليوم عبر محاولة ربط الإرهاب بالدين، وفرض حصار شامل على المسلمين والمهاجرين، وخلق جو من الرعب والكراهية من شأنه تقسيم المجتمع الذي تجانست مكوناته عبر قرون من الزمن.
ويسعى المنظمون من خلال هذا المهرجان إلى توجيه نداء إنساني للجميع، أفرادا وحكومات، وهيئات دولية وإقليمية، لابتكار أفضل سبل التضامن بين الشعوب، وتكريس ثقافة العيش المشترك، واحترام الاختلاف، وتقبل الآخر، ومواجهة آفة الكراهية والتعصب.
وانطلقت فكرة "مهرجان السلام" بعد الأحداث الإرهابية المؤلمة التي وقعت بالعاصمة الفرنسية باريس في الـ14 من نونبر 2015، وهي الاعتداءات التي أرخت بظلالها على مسلمي بلجيكا، وأوروبا عامة.
ودفعت هذه الأحداث ثلة من الشباب من بلجيكا إلى التفكير في فعل شيء ما، بدل الجمود والتفرج على الرسائل السلبية التي يمررها الإعلام بخصوص الدين الإسلامي الحنيف، فكانت فكرة تنظيم "مهرجان السلام"، لكن بشكل مغاير ومختلف عن التجمعات الخطابية الكلاسيكية، بل كمبادرة تنفتح على مختلف الأعراق والمعتقدات والثقافات وتحضرها مختلف شرائح المجتمع.
وقال فريد الصمدي، مدير مهرجان السلام، في تصريح صحفي، إن هذه النسخة من المهرجان على خلاف الدورات السابقة ستعرف مشاركة ممثلين عن ديانات تحضر لأول مرة، كالديانة البوذية، كما ستتميز بتنظيم مائدة مستديرة بمناسبة عيد المرأة الأممي بمشاركة الناشطة الحقوقية حفيظة بشير، ورئيسة جمعية "الحياة النسائية" التي تعد من أكبر المنظمات النسائية ببلجيكا، ونورة عامر، رئيسة جمعية المرأة العربية. كما سيعرف المهرجان الانفتاح على ثقافات ومعتقدات جديدة، بحيث ستؤدي مجموعات متعددة الديانات والثقافات عروضا مسرحية مشتركة.
وأكد الصمدي أن المهرجان يعرف كل سنة تزايد عدد المشاركين والحاضرين، كما يتمتع بدعم قوي من السلطات ووسائل الإعلام البلجيكية، ما سيجعله مؤهلا لنشر قيم السلم والتعايش في المجتمع البلجيكي، والتي تعد أهم المبادئ التي قامت عليها فكرته.