وسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، محاربا مغربيا سابقا شارك في تحرير كورسيكا، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين لتحرير الجزيرة. حفل تم خلاله تكريم حيوي للمغرب. وهي إلتفاتة ينظر إليها على أنها مبادرة تهدئة في سياق الأزمة العميقة بين باريس والرباط. التفاصيل:
ويأتي هذا الوسام خلال حفل أقيم بمدينة باستيا بحضور عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني.
وذكر بلاغ رسمي نشرته السفارة الفرنسية بالمغرب، أنه خلال هذا الحفل:" تم الإشادة بالدور الكبير الذي لعبه العسكريون المغاربة من أجل تحرير أول تراب فرنسي”. إنه صلاح بن الحاج "الذي حصل على وسام فارس من وسام الاستحقاق الوطني لالتزامه وخدماته المتميزة التي قدمها لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية".
وذكر بلاغ صحفي أن بن الحاج التحق بالجيش الفرنسي سنة 1939 وهو في العشرين من عمره، وتم تعيينه لأول مرة في فوج البندقية المغربي الأول ، ثم انضم إلى فوج المدفعية الإفريقي رقم 64. بطل الحرب هدا انطلق في أكتوبر 1943 إلى كورسيكا قبل أن يشارك في الحملة الإيطالية ثم في الحملة الفرنسية، وأراد الرئيس الفرنسي من خلال هذا الوسام، أن يعرب عن امتنان بلاده للجندي المغربي الذي كرس ست سنوات من حياته لفرنسا، ومن خلاله لجميع المحاربين المغاربة الذين سقطوا في ميدان الشرف أو جرحوا أو انخرطوا ببساطة في تحرير الجمهورية الفرنسية، وكذلك بلادهم المملكة المغربية.
التكريم يأتي في سياق الأزمة بين المغرب وفرنسا. وهو ما يفسر لماذا لم يمر حضور الوزير المنتدب المكلف بالدفاع الوطني ولقائه بالرئيس الفرنسي مرور الكرام على رادارات ووسائل الإعلام، في المملكة كما في فرنسا. وهذا في الواقع أول اتصال لمسؤول مغربي كبير مع ماكرون منذ حادثة الزلزال حيث تفاقم التوتر بين باريس والرباط بسبب الحملة الإعلامية الفرنسية الخبيثة بشكل خاص تجاه المغرب وملكه، والتي تفاقمت بسبب الخروج الأخرق لمستأجر الإليزيه في العاشر من هدا الشهر وفي انتهاك صارخ للأعراف الدبلوماسية والبروتوكولية، في شريط فيديو بخطاب "مباشر الى المغاربة " لتكرار عرض المساعدة الإنسانية لبلده الى المغرب هدا الاخير الدي رفضها بأدب، مثلما رفض مساعدات العديد من البلدان الأخرى.
لكن هذا لن يكون كافيا لجرد تقصير وسائل الإعلام الفرنسية الرئيسية، أكثر من أي وسيلة إعلام دولية أخرى، في حق المغرب، بضربات إعلامية مبنية بعناصر لغوية موحدة بشكل غريب بشأن عدم قدرة المملكة المفترضة على إنقاذ ضحاياها وإدارة آثار هذه الكارثة الطبيعية واسعة النطاق.
في النهاية، أظهر استمرار وتسلسل الأحداث ،أن وسائل الإعلام الفرنسية هاته ، كانت خاطئة تمامًا، دون أن يرى المعنيون أنه من المناسب نشر أدنى تصحيح أو إنكار لتأكيداتهم التي تم التعبير عنها في حداد وطني كامل، أو التعبير عن أي ندم أو اعتذار للملكة والشعب المغربي.
لذلك سنعترف وبكل سهولة بان ماكرون وعلى الرغم من أخطائه العديدة وخصوصا أخطائه تجاه المغرب، إلا أن له استعداد و رغبة في نسيان بعض منها ، مع الرغبة كدلك في تصحيحها.