
لكم مني يانساء ورجال التعليم ألف تحية وتحية.
أناديكم، أشد على أياديكم، وأبوس الأرض تحت نعالكم، وأقول من حقكم، ياأساتذتي الكرام أن تطمحوا نحو الأفضل.
من حقكم تحسين شروط وظروف اشتغالكم. من حقكم أن تحسنوا أجوركم.
أقول: يامن علمتني الحروف، لاعاش من لايقدرك ولايعترف بتضحياتك.
لو قام من قبره ذاك الذي قال يوما :" من علمني حرفا صرت له عبدا" لأرغد وأزبد، ولعن الزمن الحاضر ولتحسر على الماضي ولتوقف قلبه مما سيكون الوضع عليه في المستقبل ولسارع بالرجوع والدخول إلى
قبره حيث مابقى مايتشاف.
"كاد المعلم أن يكون رسولا" هههه. آجي تشوف بعينك من كاد أن يكون رسولا كياكل العصى والتصرفيق ويتضرب "بالنصوصا" ويتعلق مصيرو بخيط رفيع قابل للتمزق عند هبوب أول نسيم.
آه ياشوقي، لقد عشت في الزمن الجميل، أيام كان يحسب للمعلم ألف حساب. شتان بين الأمس واليوم. شتان بين القيمة المضافة وانعدام القيمة.
شتان بين أن تكون وبين أنك نسي منسي.
للأسف أصبح حال أسرة التعليم في المغرب في تدهور متواصل.
للأسف الشديد، الإنحطاط عنوان المرحلة، الحكرة في أبشع تجلياتها. إنه الزمن الرديء.
لقد أصبحت أسرة التعليم حائطا قصيرا تقصده "شرف الله قدركم" البغال والحمير لتقضي عليهم حاجتها وعليهم ألا يقوموا بردة فعل.
للأسف، مرغوا كرامة نساء ورجال التعليم في الوحل، فأصبحوا مضغة في الأفواه تلوكها الألسن. بل وكلفت الحكومة المقدمين وأعوان السلطة بجمعهم بالنصوصا على مرآى ومسمع من الجميع وطنيا ودوليا.
حرموا أسرة التعليم من متابعة الدراسة، فصمتت الأغلبية واحتجت الأقلية. حرموهم من الترقية بالشهادة، فحكموا عليهم بالجمود وبالقتل البطيء. لماذا تتعمد الحكومات المغربية المتعاقبة الكيل بمكيالين للأسرة التعليمية؟
لماذا لم يتم إنصاف ضحايا النظامين كما يجب؟
لماذا وافقت النقابات على النظام الأساسي لسنة 1985 و 2003 رغم الحيف الكبير الذي تضمناه والذي بموجبه دفع الآلاف من شيوخ التربية والتعلمي ثمنا باهضا.
هل كتب على الأساتذة ( أطر الأكاديميات) أو كما يسمون أنفسهم "الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد" أن يقبلوا بشروط الخزيرات وأن يستسلموا لأمر حكومة غير شعبية هدفها إفقار الفقير وإغناء الغني واستعباد بنات وأبناء الشعب تحت مسميات رنانة؟
بالمقابل أي دور تلعبه الأحزاب السياسية في هاته الأزمة التي يكتوي بنيرانها الشعب المغربي؟
لماذا تسن القوانين المفقرة للشعب بسرعة الضوء وتتكالب على إخراجها الفرق البرلمانية ضاربة بعرض الحائط وعودها المعسولة إبان الحملات الإنتخابية؟
أي دور تلعبه المركزيات النقابية على أرض الواقع وهل تتدخل لفائدة الموظفين والأجراء والعمال أم أن دورها شرعنة التعسفات وتحولها لخنجر يطعنهم وطاحونة تقضي على أحلامهم المشروعة؟
أين كانت النقابات حينما تم تمرير قانون التقاعد الذي حصد الأخضر واليابس وأفقر الموظفين؟ أين كانت النقابات حينما أخرجت الحكومة أنيابها لتلتهم حقوق الأساتذة المتدربين؟
أو لم تجالس النقابات المسؤولين حينما تم توقيع المحضر الشهير؟ أو لم تتعهد النقابات بالحرص على ضمان نجاح الفوج بأكمله ليتفاجأ الجميع بترسيب المئات ضدا على القوانين؟
أو لم تتحول بعض وليس جل النقابات إلى دكاكين وضيعات توزع الإمتيازات والريع على الأقارب والمتزلفين؟ أو لم يكن من باب أولى وأجدر أن تدافع النقابات في السر كما في العلن عن حقوق الأساتذة المرسبين وحق الإدماج في النظام الأساسي للوظيفة العمومية بالنسبة للمتعاقدين وبالترقية وتغيير الإطار لحاملي الشواهد وبالإنصاف المادي والمعنوي وجبر الضرر لضحايا النظامين وبالإرجاع الفوري للأموال المقتطعة ظلما وعدوانا من أجور الأساتذة المضربين وبإنصاف أطر الإدارة التربوية والمفتشين والأعوان التقنيين وكل صاحب مظلمة من جميع الفئات المنتمية لأسرة التعليم؟ وباسترداد الأموال المنهوبة من صندوق التقاعد ومن جميع الصناديق؟
رحم الله أسرة التعليم. الصلاة على الجنازة يرحمكم الله، جنازة الترقية بالشهادة.، جنازة متابعة الدراسة، جنازة التوظيف في الوظيفة العمومية، جنازة ضحايا النظامين الأساسيين، جنازة المدرسة العمومية ومجانية التعليم، جنازة التعليم وأسرة التعليم وجنازة العمل النقابي النقي والصادق المدافع بحق عن حقوق الطبقة التعليمية وليس ذاك الذي يبيع ويشتري فيهم في سوق النخاسة، ثم يقايض مظلوميتهم ويبيع ملفهم مقابل امتيازات شخصية وتفرغات لذوي القربى من الزوجات والإخوة والأخوات وحتى الأبناء والبنات.
لقد بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر. ووجب القطع نهائيا مع ممارسات تضعنا في أسفل الترتيب دوليا.
ماوقع في الرباط مجزرة تستوجب الحساب وترتيب المسؤوليات والجزاء. ولاينبغي اختزالها في عون سلطة تفنن في الركل وضريب النصوصا.
ولنتذكر أنه في زمن ترؤس حزب العدالة والتنمية للحكومة في نسختها الأولى والثانية ضاعت الحقوق الواحد تلو الآخر وأصبح المقدم كيصرفق الأستاذ وبعض أعوان السلطة وليس كلهم يتحرشون بالأستاذات أثناء تفريق المظاهرات.
رفعت الأقلام وجفت الصحف.
واللي دارها بيديه يفكها بسنيه.