FR AR
شارك على :

حادثة ريان ...نافذة إلى .... بقلم إبراهيم اونبارك

 

حادثة ريان لم تكن بالكد واقعة عادية، وإنما كانت محطة من محطات السنة الجديدة،  التي دفعتنا للتفكير في ترتيب أوراق وإزالة أخرى والافتخار بالكنه المدوّن في صفحات أخرى...
حادثة ريان، كانت نافذة نحو محاولة لتحقيق دولة تتجاوز تدريجيا أنموذج الاقتصاد المبني على رساميل، لم تعد ناجعة أمام مكانة الإنسان وسموه، نافذة نحو ضرورة تأسيس دولة باقتصاد اجتماعي يحمي كل الفئات وكل الطبقات وكل البقع الصاخبة والهادئة على هذه الأرض،
حادثة ريان، كانت نافذة إلى مَلك شهم، يواكب شعبه بكل استثناءاته ومفاجآته، ويسعى لتكون أوامره المبنية على "الإنسانية" التي تسكنه، عنوان كل تدبير وتسيير لقضايا هذا الوطن،
حادثة ريان نافذة نحو أناس صدقوا هذا الوطن ما عهدوا، فظلوا صامدين منذ بداية المحنة إلى نهايتها، فكانوا وجها من وجوه المغرب الذي نريد، بأمنه وقوته وانضباطه وسلطته،
حادثة ريان، كانت نافذة إلى جسم صحفي وإعلامي تنخره أعطاب عدة، ويحتاج إلى هيكلة جديدة ، رغم صدق البعض والاحترافية والمهنية العالية للبعض الآخر، لأن ثقافة "رفع نسبة المشاهدة" والرغبة في نيل المزيد من " الإبهام المرفوع نحو الأعلى" دون اكتراث لصدق الخبر من زيفه، غطى على الرسالة الفعلية والنبيلة لمن واكب الواقعة، أو حتى إن لم يواكبها عن كثب، فثبت أننا في حاجة إلى سلوك مهني، ربما لم تلقنه مجزوءة "أخلاقية المهنة" التي أدرجت غير ما مرة في معاهدنا ومراكزنا  الصحفية والإعلامية، وباتت شعارات فقط، تتبخر بمجرد العثور على حدث، يصبح فيه المواطن المتعطش للمعلومة والحقيقة، وحده ضحية الأخبار الزائفة والصور المفبركة والأقاويل المقوَّلة لغير أهلها.
حادثة ريان... نافذة إلى عالم يضيق ويتسع، ليس بحجم البئر الذي سقط فيه الطفل الصغير، بل بحجم قدرتنا على لمِّ شمل الإنسانية وتوحيد نظرتنا لتوسيع أماكن في أوج ضيقها،، وإضاءتها طبعا، بالحب والتضامن والأخوة وصدق المشاعر التي تتجاوز العرق والجنس والدين واللغة والحدود الجغرافية والتاريخية.
حادثة ريان...نافذة إلى مستوانا التكنولوجي، والدمج الحقيقي للتقنية في فعلنا التدبيري اليومي وفي سيرورة يقظتنا، وما اكتسبناه وما لم ندركه بعد، إنها نافذة إلى حجم استعدادنا لمواجهة الهشاشة الاجتماعية والنفسية والطبيعية، التي يمكن أن تلحق بنا جراء واقعة عابرة، لكنها في الواقع، درس واختبار لابد ألا يكون عابرا البتة.
حادثة ريان... نافذة إلى العدالة المجالية، وفوارق القرية والمدينة، المركز والهامش، المسالك، الطرق، التهيئة، التجهيز،....والتي علينا امتلاك "الجرأة" التي أدرجها النموذج التنموي بين ثنايا صفحاته، لنعترف بما أنجزناه، وما لم ننجزه بعد، حيث لابد أن يكتمل ورش تحقيق هذه العدالة، ليكتمل فعلا صمود "القلب الواحد" الذي ينبض فينا جميعا، قلب اسمه المغرب وحب اسمه عشق هذا الوطن.
حادثة ريان، كانت نافذة إلى المستقبل، ذاك الذي يجب أن نعدَّ له العدة الكافية والمتجددة، لربح الرهان الذي يجمعنا، ونبذ كل ما يفرقنا، وأن يعرف كل منا أنه يتحمل مسؤولية ما، للرفع من مستوى هذا الوطن، مهما كانت الزاوية أو المهمة التي يؤديها.

Partager sur :