FR AR
شارك على :

المبعوث الأممي يستعين بالمفوضية الإفريقية لإنجاح مباحثات الصحراء

في سياق يتسم بمحاولات حثيثة لإعادة الروح للمفاوضات بين أطراف نزاع الصحراء، يواصل المبعوث الأممي هورست كولر تحركاته الرامية إلى إيجاد موطئ قدم في ساحة الصراع القائم، وهو ما اقتضى منه اللجوء إلى المفوضية الإفريقية، بلقائه موسى فيكي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، لعلها تأتيه بسبيل لإقناع أطراف النزاع بالجلوس للمفاوضات.

وفي وقت يشدد فيه المغرب على ضرورة إقحام الجزائر كطرف مباشر في الصراع، تأتي خطوة التشاور مع الاتحاد الإفريقي لترمي الحصى في حذاء المفاوضات، خصوصا أن المملكة تطلب ببقاء آلية الاتحاد القاري رهينة إفريقيا ودورات اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي؛ فيما يحاول لوبي الجزائر دفعها إلى لعب دور مواز لما تقوم به هيئة الأمم المتحدة.

ونشر الاتحاد الإفريقي على بوابته الرسمية أن "اللقاء، الذي جمع كولر مع فيكي، همّ تبادل وجهات النظر حول السبل الكفيلة بإنهاء النزاع"، مشيرة إلى أن "المفوض الإفريقي أطلع المبعوث الأممي على أهم النقاط التي خرجت بها القمة الإفريقية الحادية والثلاثين التي انعقدت في العاصمة الموريتانية نواكشوط".

وفي هذا السياق، قال الشرقي الخطري، الأستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، إن "هورست كولر هو المبعوث الأممي الثاني الذي يحاول أن يضع خارطة طريق واضحة المعالم، بعد المبعوث السابق جيمس بيكر، حيث يرتب المتدخلين في قضية الصحراء كالتالي: الأمم المتحدة، الدول الإقليمية المجاورة للنزاع، ثم الاتحاد الإفريقي، في شخص المفوض الإفريقي موسى فيكي".

وأضاف الخطري،  أن "المبعوث الأممي كولر يميل إلى تسجيل تصوره حول الصراع وتفادي البهرجة السياسية التي تكتنزها المواقف، لافتا إلى أن "الاتحاد الإفريقي كان يطرح توصيات مناوئة للمصالح المغربية، خصوصا على مستوى مجلس السلم والأمن، الذي تعود رئاسته إلى الجزائر؛ لكن قمة كيغالي حملت تحولات كبيرة، بعد دخول المغرب إلى ردهات المؤسسة القارية".

وأردف الباحث في العلوم السياسية أن "كل هذه التحركات تحاول إدراك سقف التفاوض بين جميع الأطراف"، مشددا على أن "التشاور مع الاتحاد الإفريقي لا يمكن أن يجعل الاتحاد في مستوى هيئة الأمم المتحدة وفي محل مجلس الأمن، فهذا الأخير هو المكلف بإيجاد حل لهذا المشكل".

وأكد الخطري أن "ثلاثي الجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا يحاول استغلال الاتحاد الإفريقي؛ لكن المغرب تدارك الأمر وعقد عدة اتفاقيات مع البلدان التي تتخذ مواقف عدائية تجاه المملكة"، مسجلا أن "المبعوث الأممي يشدد على ضرورة إشراك جميع الفاعلين الإقليميين والدوليين في قضية الصحراء، مع تأكيده على أن المعني الأول بالبتّ في القضية هو الأمم المتحدة".

Partager sur :