
رغم انقضاء الاحتفال الديني لليلة ميلاد المسيح، والمتزامنة مع الرابع والعشرين من شهر ديسمبر لكل سنة، إلا أن عددا كبيرا من المحلات الراقية بحيدرة والأبيار والشراقة ودالي براهيم بالعاصمة لا تزال تبيع شجرة الميلاد، التي تعرف هذه المرة إقبالا واسعا ليس من قبل الجالية المسيحية المقيمة هناك بكثرة، بحكم تواجد مقرات السفارات وأكبر الشركات الأجنبية، وإنما من طرف عائلات جزائرية ميسورة الحال، اختارت أن تدفع ما يتراوح بين 35 و50 ألف دينار، لاقتناء شجرة تزيّن بيتها ليلة رأس السنة وهي نفس تكلفة "كبش العيد" الذي تضع له العائلات متوسطة الدخل ألف حساب قبل توفير مبلغ اقتنائه.
وتكشف زيارة قادت "الشروق" إلى منطقة سيدي يحيى بحيدرة أعالي العاصمة، وهي إحدى مناطق تجمع الأثرياء الجدد، إقبالا كبيرا من طرف الجزائريين لاقتناء بقايا شجرة عيد المسيح، بعد انقضاء الاحتفالات يوم 24 ديسمبر الماضي، منهم أصحاب فنادق يستعدون لإحياء برنامج احتفالات مكثف ليلة رأس السنة، ومنهم من يقتنيها فقط لتزيين بيته والاحتفال بليلة 2018 في أجواء أوروبية، وبلمسة عصرية كما يسميها هؤلاء.
ويؤكد أحد بائعي هذه المستلزمات، وهو أكبر محل بالمنطقة، إذ تحوّل هذا الأخير مع بداية ديسمبر الجاري من محل لبيع الأزهار إلى "سوق نوال" يستعرض كافة أشكال أشجار الميلاد ولوازم تزيينها وأقنعة "البابا" وغيرها من مظاهر العيد المسيحي، أن سعر الشجرة هناك لا يقل عن 40 ألف دينار وأن جميعها نفدت، يوم 27 ديسمبر ولم تتبق له إلا شجرة واحدة يستعملها للتزيين، كما يستعرض بمحله أدوات التزيين وأقنعة للبابا نوال وعلب هدايا لا يقل ثمن القطعة الواحدة منها عن 2000 دينار إلا أنها تشهد إقبالا واسعا، ليس فقط من طرف الأجانب يقول، وإنما من الجزائريين المقيمين هناك.
وتعادل تكلفة دمية البابا نوال 50 ألف دينار، في حين يعادل سعر الدمى الصغيرة 3000 دينار والأقنعة 2000 دينار، وسعر أصغر لوازم تزيين الشجرة 1000 دينار، حيث يؤكد أحد بائعي لوازم احتفالات النوال بالقبة في العاصمة، أنها تستورد من الصين، وبحكم بعد المسافة تزداد تكلفة هذه القطع، فثمن تذكرة الرحلة الواحدة للصين 13 مليون سنتيم، إذا ما تم استقدامها عبر تجارة "الكابة"، أما الأشجار الطبيعية، والتي تباع فقط بمحلات "جاردييه" بالشراقة فتصل تكلفتها إلى45 مليون سنتيم، وتستورد هذه الأخيرة من هولندا.
"لابوش" بـ4000 دينار في حيدرة ودالي براهيم و1200 دينار بالأحياء الشعبية
يتراوح سعر كعكة الميلاد أو "لابوش" بين 3000 و4000 دينار بأرقى أحياء العاصمة في حيدرة وتحديدا منطقة سيدي يحيى والشراقة ودالي ابراهيم، في حين يتراوح سعرها بين 1000 و2000 دينار بالمناطق الشعبية، أين تلقى هذه الأخيرة إقبالا منقطع النظير من طرف العائلات الجزائرية التي تستعد لعيد الميلاد يوم 31 ديسمبر المقبل، المصادف ليوم الأحد، وتعرض أرقى المحلات بحيدرة نماذج من هذه الكعكة، في انتظار يومي السبت والأحد وهما اليومان اللذان سيسجلان أعلى نسبة طلب.
شوكولاطه وحلويات سويسرية فاخرة.. في انتظار قائمة المنع من الاستيراد
تعرض محلات الحلويات أيضا أرقى أنواع الشكولاطه والحلويات السويسرية التي تشهد إقبالا واسعا للمستعدين للاحتفال، حيث تزينت كافة محلات حيدرة باللون الأحمر والبالونات الملونة وأشكال ورقية للتجميل، فما تلبث أن تطأ قدماك أي محل بهذه البلدية الراقية حتى تلمح مظاهر احتفالات ليلة رأس السنة، وكأنك بإحدى العواصم الأوروبية، ورغم ارتفاع سعر الحلوى والشكولاطه التي تتراوح العلبة الواحدة منها بين 3000 دينار و10 آلاف دينار وربما أكثر، إلا أنها تلقى إقبالا واسعا.
وأمام كل ذلك، ينتظر الجزائريون من الطبقة المتوسطة و"الزوالية" صدور المرسوم التنفيذي الذي يحدد رسميا قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد، والتي تتضمن كافة الكماليات من شكولاطه وحلويات وغيرها من المواد المحدد عددها بـ851 منتوج.. فكيف سيحتفل هؤلاء في الموسم المقبل؟